«دروس في الثورة» عرض أدائي هو مزيج من مشاهد تسجيلية تتلاحق على شريط الفيديو، إضافة إلى أداء حركي. الأصدقاء الذين عاشوا مخاض «ثورة 25 يناير»، وهم في الأساس منخرطون في التمثيل والإخراج السينمائي والغناء والرقص، اجتمعوا لتقديم هذا الأداء الجسدي-الموسيقي المشحون بقوة تعبيرية تموج في بحار تحدي من يعرقل مسيرة الثورة، غامزين من قناة «المجلس العسكري». مشاهد العرض كتبها الممثلون أنفسهم. كلٌّ يعبّر عن تجربته، يسرد بعضها ويكملها بمشهد فيديو ثم أغنية أو رقصة، في محاولة لإعادة كتابة يوميات الثورة ب «أقلام» أصحابها إن جاز التعبير. تقول المخرجة ليلى سليمان: «كانت المعضلة في تحقيق توازن بصري وانفعالي بين شريط الفيديو والأداء الحركي، حتى لا يخطف أحدهما عين المتفرج، فلم تعد المسألة قائمة على قوة الجذب بقدر التوافق وصهر الفكرة بين المستويين». وتقول كريمة منصور، المسؤولة عن تصميم الحركة والكوريغرافيا: «عملي لسنوات في مجال الرقص الحديث ألهمني حركات قادرة على نقل مشاعر الغضب المكبوت في صدور من عانوا أثناء الثورة، وعلى مستوى التكتيك استغرق التدريب شهرين واحتضنت موسيقى مصطفى سعيد شحنة عميقة من الغضب والشجن، وأحياناً التوتر والقلق، كما عزف على العود، وشارك غناءً في أغنية الموت والحياة من ألحان سلامة حجازي، إضافة إلى تواصل معين مع أغاني الشيخ إمام عيسى، خصوصاً الأغنية التي يناشد فيها أب من صعيد مصر ولده العسكري على الحدود أن يتيقظ لحماية مصر». الأغنية أدتها مريم صالح وتقول: «كثوّار وفنانين، نناضل بفننا حتى نوصل وجهة نظرنا، وقدمنا أغنية «عبد الودود» لأننا كنا نبحث عمّا نعاتب من خلاله الجيش ونذكّره بمجده، من دون أن نجرّمه، وجاء مشهد الأغنية في شكل أقرب إلى الميلودراما والحركة الجنائزية لأنها الأقرب والأكثر تعبيراً من وجهة نظرنا». أما المسؤولة عن شريط الفيديو، المخرجة السينمائية عايدة الكاشف، فقالت: «شاركت مع الأصدقاء في اعتصامات عدة، أثناء الثورة وبعدها، وصوّرت حوارات ونقاشات وغيرها من اللقطات التي لم يسبق عرضها، وظهرت أنا أيضاً معهم على الشاشة، وهذه الواقعية، وإن كانت ضمن عمل دارمي، أوجدت نوعاً ما من المصداقية، انعكست في حماسة الجمهور وانفعاله». كما قدمت الممثلة سلمى سعيد مونولوجاً كسرت به إيهام المسرح، وبدت محدّثة بعض أفراد الجيش، وأشارت إلى أنه كان ردّ فعل داخلياً على ما عاشته بالفعل. ولاقى العرض إقبالاً كبيراً، وصمد عدد من الحاضرين وقوفاً طوال وقت العرض (ساعة و20 دقيقة). وقُدّم العرض بدعم من مهرجان روتردام، ومؤسسة المورد الثقافي، وصندوق شباب المسرح العربي، كما شكر الفنانون غاليري «تاون هاوس» ومعهد غوته. وأهدي العرض إلى «كل الأبطال المجهولين... الشهداء منهم والأحياء».