ثلاثون يوماً من الثقافة والفنون عاشتها الإسكندرية ضمن فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان الصيف للفنون تحت عنوان «الشرق والغرب» في ظل تنظيم محكم ودقيق جعل المهرجان حدثاً ثقافياً، وتحدث الجميع خلاله لغة واحدة يتفقون على «أنغامها»، في تسامح وانسجام. تضمن المهرجان نشاطات موسيقية وغنائية وسينمائية وفنوناً تشكيلية، واحتشد الآلاف خلال الافتتاح في حفلة للفنان عمر خيرت بمصاحبة أوركسترا حجرة مكتبة الإسكندرية، اضافة الى معارض فن تشكيلي، وألوان مختلفة من الموسيقى والغناء منها الكلاسيكيات الخفيفة والجاز الشرقي وموسيقى أميركا اللاتينية وفنون الجنوب والإيقاعات الصاخبة وفرق الموسيقى العربية المستقلة ما أظهر ثقافات مختلفة وتناغماً بين التراث والمعاصرة. وتضمنت فعاليات المهرجان حفلات لأوركسترا حجرة مكتبة الإسكندرية، وموسيقى بأسلوب غربي، وشكلت لوحات تناغمت فيها اتجاهات موسيقية عدّة أداها كل المشاركين بامتياز، كما تميز المهرجان باحتضانه فرق مستقلة مثل فرق «صحرا» و«سلالم» و«نغم مصري» و«وسط البلد». ومن اهم ما قدم في المهرجان أوبريت غنائي عنوانه «حييجي اليوم» كتب أشعاره سيد حجاب، وهو مكون من ثلاث حركات غنائية تعطي جولة أفق في عالمنا المعاصر والهموم الإنسانية لشباب الجيل . كما قدمت عروض لاتينية راقصة مثل «فيكتور وكاتيا» و «صلصا» بالتعاون مع فرقة «تمارين سنتر»، ما أضفى نوعاً من الاحتكاك وتبادل الخبرات في مجال الرقص المعاصر واكتساب تقنيات لم تكن معروفة. و كان لافتاً العرض المسرحي «قهوة سادة» وهو عبارة عن مشاهد ساخرة من واقع المجتمع المصري، ويتناول تدهور الأوضاع الحياتية والثقافية فى المجتمع الذي بات يستدعي شرب «قهوة سادة»، فى إشارة إلى حال العزاء وانهيار القيم والمعاني النبيلة والإنسانية التى فُقدت وحلّ مكانها كل ما هو مشوّه وغير مقبول. والمسرحية من إخراج خالد جلال وبطولة أكثر من خمسين فناناً وفنانة، اضافة الى عروض سينمائية للاحتفال بمئوية الفنان حسين فوزي والفنان عماد حمدي. تقول الانكليزية فليناوي تادوس إحدى المشاركات في المهرجان إن التجربة مثمرة وتعطي الفنانين الجدد ثقة ودفعة الى المزيد من الإبداعات، خصوصاً مع تقديم الإبداعات الشبابية الفنية أمام جمهور كبير، وهي فرصة كبيرة للاحتكاك والمنافسة. ويوضح الجزائري محمد إبراهيم أنه لا يفوت فرصة المشاركة في أي مهرجان في العالم العربي لما في ذلك من خبرة ومعرفة، ويبدي استغرابه من بعض الفنانين الذين لم يتخلصوا بعد من جلباب القديم والتراث. واختتم المهرجان فعالياته بحفلة لأوركسترا مكتبة الإسكندرية في المسرح الصيفي بقيادة المايسترو شريف محيي الدين لأشهر أغاني المسرحيات الغنائية العالمية منها «قصة الحي الغربي» و «شبح الأوبرا» و «صوت الموسيقى» وشارك في الغناء السوبرانو المصرية نيفين علوية ومجموعة من الأصوات الاوبرالية الشابة المصرية، كما تضمن البرنامج لأول مرة أغنية الراحل مايكل جاكسون الشهيرة «نحن العالم».