لا ينكر مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي، حق رب الأسرة في مرافقة أصدقائه في «سفر محترم، للسياحة أو طلب العلم، وإن كان في الأصل السفر برفقة الزوجة. لكن ليس صحيحاً أن يحدث هذا الأمر في العيد، إذ يحتاج أفراد الأسرة إلى بعضهم»، مشيراً إلى قول علماء الدين بأن «العيد فرصة أن يكون فيه أمران: فسحة في اللعب، فيما لا يكون في غيره من الأيام، وأن يوسع على عياله»، واصفاً السفر بأن فيه «تضييق نفسي على الأولاد، حتى في حال افترضنا قيام الأب بتوفير كسوة العيد لهم، وبقية احتياجاتهم، لأن الأيتام في الدور الاجتماعية يحظون بذلك أيضاً، والتضييق النفسي على الأبناء في هذه الحالة يكون أشد، بسبب رغبتهم في وجود من يشاركهم الفرحة». وطالب الحليبي، ب «مداراة ما يمكن أن ينجم عن هذا السفر من مشاكل زوجية»، داعياً الزوجة إلى «عدم استقبال زوجها حال عودته بمشكلة، أو تُعيشه في أزمة اللوم والعتاب، وأن تكتفي بإخباره بأنه لم يكن للعيد طعم من دونه، وأنها تتمنى إن نوى السفر مع أصدقائه مستقبلاً أن لا يكون ذلك في العيد»، مقترحاً «حلولاً احترازية، تحد من تفاقم ما يمكن أن ينجم عن هذا السفر من مشاكل أسرية، مثل أن يقدم الأبناء اعتذاراً عن ترك أمهم، ويقومون بتعويضها بمرافقتها لأداء العمرة مثلاً». كما اقترح أيضاً أن «يقوم الأزواج بتعويض زوجاتهم وأبنائهم، الذين تركوهم في العيد، بسفرة ولو كانت قصيرة في نهاية الأسبوع، ويجتهدون في تعويضهم بالهدايا، وزيارة المطاعم والأماكن الترفيهية». ونصح بأن «لا يعود هؤلاء من سفرهم بأياد خالية من الهدايا، التي تمنح شعوراً نفسياً بأننا لم ننسكم»، مشدداً على أهمية «الاتصال الهاتفي أيضاً، والتواصل بين المسافرين وذويهم، بحيث لا تحدث قطيعة»، محذراً من «حدوث أزمة تكون قاصمة لظهر العش الزوجي». وأكد على أهمية «الاعتراف بوجود الأزمة، والتعامل معها بحكمة وروية، وتجنب الأسلوب الخاطئ، الذي يزيد من تفاقمها، ويدفع الزوجة لاستخراج كشف الحساب بأكمله، ما يدفع إلى مزيد من التأزم، الذي يمكن أن تنشأ عنه أمور أعظم»، لافتاً إلى أهمية «التقليل من الخسارة حال حدوثها». ونوه إلى أن هذا قانون يعمل بموجبه التجار.