ذكرى البيعة العاشرة للملك سلمان    «الموارد»: 17 ألف ريال تعويض رواتب العمالة الوافدة المتأخرة 6 أشهر    الحرب تفتح المجال لعودة الجماعات المسلحة    فلوريدا تستعد لتحول العاصفة ميلتون لإعصار    التونسيون يصوتون في ثالث انتخابات رئاسية    الديوان الملكي : خادم الحرمين يجري اليوم بعض الفحوصات الطبية جراء التهاب في الرئة    مطار الملك سلمان يشارك بمؤتمر روتس وورلد    أمير القصيم يكرم التويجري    الخريجي وسفير إيران لدى المملكة يناقشان المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية    بسبب الانفلوانزا.. ظهير الأهلي إلى المستشفى    الأمير سعود بن نهار يعزي أسرة الدكتور سامي العبيدي    تعليم سراة عبيدة يحتفي بالمعلمين والمعلمات في يومهم العالمي    جامعة الملك سعود تحتفى بيوم المعلم العالمي    أمانة الشرقية تشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل البلدي    نائب امير مكة يشهد توقيع مذكرة تعاون بين مديرية السجون وجمعية كفى    هيئة تطوير المنطقة الشرقية تطلق الدليل الإرشادي للتصميم العمراني على الشريط الساحلي بحاضرة الدمام    إختتام المعرض التفاعلي الأول للتصلب المتعدد    البديوي: إنشاء مرصد علمي خليجي لمكافحة التطرف يبرز الصورة الحقيقية للإسلام ومواجهة حملات الكراهية    المربع الجديد يعرض تطورات قطاع الضيافة خلال قمة مستقبل الضيافة    المنتخب وأنديته في مواجهات حاسمة خلال أكتوبر .. الجاري    قيادات تعليم مكة تحتفي بالمعلمين والمعلمات في يومهم العالمي    الهلال يجذب أنظار العالم بعد الفوز على الأهلي    إدارة الترجمة تشارك ضمن جناح "الداخلية"في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024    «اعتدال» و«تليغرام» يزيلان 129 مليون محتوى متطرف    البديوي: نجدد الدعوة للمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته والتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الخطير على قطاع غزة    مجموعة فقيه للرعاية الصحية توقع اتفاقية لإنشاء مركز طبي جديد في جدة    وسائل إعلام عالمية تشير لنجاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2024    نائب أمير الشرقية يلتقي بالأعضاء المعينين والمجدد لهم الثقة الملكية في مجلس الشورى    القيادة تهنئ رئيس جمهورية مصر العربية بذكرى يوم العبور لبلاده    "هيئة العقار" تعلن قرب انتهاء التسجيل العيني في حي قرطبة بمدينة بريدة    غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت    د. ال هيازع : خادم الحرمين قائد فريد في حكمته وعطائه ورؤيته الثاقبة    الطقس: الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية على 4 مناطق    ذكرى البيعة    السعودية.. دعم سخي لإنقاذ اليمن    خطوات متسارعة لتحقيق مستهدفات رؤية المستقبل    الميثاق العمراني للملك سلمان يؤصل للعمق التاريخي والهوية    22094 مخالفاً ضبطوا في 7 أيام    القضاء في العهد الزاهر.. استقلال ومؤسسية وعدالة ناجزة    جامعة الطائف تقيم معرض «اسأل صيدلي»    احموا أطفالكم.. لا تعطوهم الجوال    5 معادن «تُحصّن» جسمك من عدوى الفايروسات    الاختراق    مركز الملك سلمان يكثف مساعداته الإغاثية.. المملكة تواصل جهودها الإنسانية الرائدة في العالم    خط دفاع من الاندثار والفناء.. مهتمون وناشرون: معارض الكتاب تحافظ على ديمومة «الورقي»    محبو العلوم    دورة الألعاب السعودية والآمال    امرأة تعطس لمدة أسبوعين بلا توقف    سياسيون مصريون ل«عكاظ»: السعودية قوة سياسية إقليمية وعالمية    «صُنّاع الحداثة والتنوير والتنمية».. إصدار جديد للدكتور عبدالله المدني    ما هي الرجولة؟ وكيف نعرف المرجلة؟    الهلال يواصل انتصاراته بتغلّبه على الأهلي بثنائية في دوري روشن للمحترفين    حكمة ملك وازدهار وطن    حفل لندن.. باهر ولكن !    المعلم في يوم المعلم    فلاتة يخطف ذهبية المصارعة    الألفة مجلبة للتعاون على البر والتقوى    وزير الحج يستقبل وزير السياحة والآثار المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يُسقِط الفساد الصواريخ الفضائيّة الروسية
نشر في الحياة يوم 07 - 09 - 2011

بعد 5 دقائق على إطلاقه من قاعدة «بايكانور»، وقع الصاروخ «بروغرس» في غابات التايغا بمقاطعة آلتاي الروسيّة. وليست هذه الحادثة الأولى ولا الأخيرة من نوعها في سلسلة إطلاق الصواريخ الفضائيّة الفاشلة. وكانت الحادثة هذه لتكون عادية لولا أنّها الخامسة في وقت قصير نسبياً.
ففي الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر فشل عملية إطلاق صاروخ يحمل القمر «غلوناس»، تحدث الخبراء عن ارتباط الحادثة بقضايا لا تقتصر على المشكلات الفنيّة. وقبيل الحادثة بأيام، التزم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف وضع السلسلة الكاملة من أقمار «غلوناس» في المدار، أي 30 قمراً. وطالب صبيحة اليوم التالي على فشل عملية «غلوناس» بإجراء تحقيق شامل في الحادثة وإبلاغه أسماء المسؤولين.
ولكن في السابع من الشهر نفسه، أعلن مدير وكالة الفضاء الروسيّة، أناتولي بيرمينوف، أن الحادثة هذه لا ترقى إلى كارثة كبرى. فقاعدة الإطلاق لم تتضرر، ولم تقع ضحايا بشريّة. والإخفاق نتج من مشكلة تقنيّة. وأبرز دور الجانب المالي في الحادثة.
وقد تهتزّ مكانة روسيا قوّة فضائيّة جراء الحوادث الأخيرة، ما خلا الخسائر الماديّة الكبيرة التي تقدر ببلايين الروبلات. وتبيّن من حديث مدير الوكالة أنّ تغطية التأمين على «غلوناس» جزئية، ثم اتضح أن الحصول على أموال التأمين يقتضي إجراءات إداريّة طويلة. وعليه، ليست معرفة الأسباب الفعلية وراء الحادثة يسيرة. فالفضائح كلها متّصلة بالشق المالي.
وبعد أسابيع، أشارت المعلومات إلى أنّ قيمة تغطية التأمين بلغت 3 ملايين ونصف مليون دولار فحسب. والمبلغ هذا يغطي أقل من 5 في المئة من قيمة القمر الاصطناعي الفعلية. وأشارت تقارير إعلامية إلى ارتباط شركة التأمين بمدير الوكالة بيرمينوف.
وقدّرت الخسائر ب 2.5 بليون روبل، واستنتجت لجنة التحقيق أن سبب الحادثة يعود إلى تعبئة أحد أجزاء الصاروخ بطن ونصف الطن من الوقود الزائد. وأدى فائض الوزن إلى الحادثة. ولذا، أقيل نائب المدير والمهندس المسؤول، بعد أسابيع من الحادثة لئلا تربط الإقالة بالحادثة ويلحقهم مدير الوكالة.
ولم يكن متوقعاً أن تؤدي عمليّة تغيير المسؤولين إلى النتائج المرجوة. وأطل شباط (فبراير) حاملاً حادثة جديدة: فشل قمر «جيو إك 2» في بلوغ مداره. ولم تثر الحادثة ضجة. ووقع ضياع قمر «اكسبرس آي ام4» في 18 آب (أغسطس) الماضي وقع الكارثة على الروس، خصوصاً أنّ الأميركيين هم الذين أبلغوهم عن مكانه وضياعه. فقررت وكالة الفضاء الروسيّة تعليق عمليّات إطلاق الصاروخ «بروتون - أم».
وبدأت المناقشات تخرج إلى العلانية. وبرزت آراء خبراء ذهبت إلى أن الحوادث هذه غير تقنيّة، وأنها وثيقة الصلة بقضايا الفساد والسرقة. وتسرّب إلى الصحافة أنّ نحو 40 في المئة من المبلغ المخصص ل «غلوناس» سرق. وإحدى طرق النهب هي شراء مواد تفتقر إلى الجودة و «غير أصليّة» لا تتوافر فيها المعايير المطلوبة. ويترتب على استخدام المواد هذه تقلص صلاحية الأقمار الاصطناعيّة ومدة عملها.
وبينما كان النقاش يدور على أسباب سقوط «اكسبريس آي ام4»، سقط «بروغرس». ولكل حادثة تبعاتها. فقمر «اكسبرس آي ام4»، وهو كلّف نحو 7.5 بليون روبل، كان من شأنه أن ينقل روسيا إلى مرحلة تكنولوجيا البثّ الرقمي. والارتقاء هذا أرجئ بضعة أعوام جراء الحادثة. أمّا «بروغرس»، فكان يحمل مواد متنوعة إلى محطة الفضاء الدوليّة. وسقوطه يؤثر سلباً في عمل المحطة. ويدور الكلام على احتمال عودة أحد روّاد الفضاء إلى الأرض قبل الموعد المقرر.
والحق أن أبرز التبعات وأسوأها هما فقدان روسيا موقعها العالمي قوّة فضائيّة، وهو موقع تزعزع منذ أفول الاتحاد السوفياتي. وثمة أسئلة ملحة مثل: هل ثمة من يرغب بَعد في استخدام الصواريخ الروسيّة لنقل الأقمار الاصطناعيّة إلى مدارها الفضائي؟ وما هو مصير مشاركة المركبة «سويوز» في عمل محطة الفضاء الدوليّة؟ وهل تفرض قيود دولية على عمل وكالة الفضاء الروسيّة؟
ولكن إذا كانت السرقة متفشية في القطاعات كلها، فهل من مجال لاستثناء القطاع الفضائي؟ ونحن أمام مفترق طرق: محاربة الفساد والسرقة أو السير بالطريق التي تؤدي إلى التهلكة والانهيار وخسارة كل شيء. حري بنا إنقاذ روسيا من الفساد، وليس القطاع الفضائي فحسب. 
* صحافي روسي، عن «نوفايا بوليتيكا» الروسيّة، 26/8/2011، إعداد علي شرف الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.