باريس، كانبيرا - رويترز، ا ف ب – استبعدت المستشارة الألمانية انغيلا مركل أمس، انسحاب أي دولة من منطقة اليورو، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى انهيار خطير. وقالت في مؤتمر صحافي: «من زاوية فنية وقانونية، الاحتمال غير وارد على الإطلاق، ولا أفكر فيه، لأننا قد نبدأ انهياراً متتالياً شديد الخطورة على عملتنا»، مشددة على أهمية التزام اليونان بما تعهدت به من إصلاحات اقتصادية. وأكدت ثقتها بأن حكومتها، التي تنتمي إلى تيار يمين الوسط، ستفوز في اقتراع على صندوق إنقاذ منطقة اليورو في 29 الجاري، ونفت أن يكون موقفها من أزمة اليورو سبباً في هزيمة الحزب الديموقراطي الحر في حملته الانتخابية في ولاية ميكلينبورغ فوربوميرن أول من أمس. الى ذلك، توقع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس، أن يشهد الاقتصاد الأوروبي في الشهور المقبلة نمواً معتدلاً، من دون ان يدخل في مرحلة انكماش. وقال في سيدني في إطار أول زيارة رسمية يقوم بها إلى استراليا: «التوقعات الأخيرة للمفوضية تشير إلى أن النمو سيكون على الموعد، وهو وإنْ جاء معتدلاً، لكنه حقيقي». ويأتي تصريحه بعدما خفضت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد اند بورز» توقعاتها الأسبوع الماضي في ما يتعلق بالاقتصاد الأوروبي، واعتبرت أن أخطار دخول أوروبا مجدداً في مرحلة انكماش تزايدت أخيراً مع تدهور أسواق المال خلال الصيف. وتوقعت الوكالة ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي 1.7 في المئة خلال السنة بدلاً من 1.9 في المئة، و1.5 في المئة عام 2012 بدلاً من 1.8 في المئة. وأوضح باروزو أن «الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو قويان ومتينان على رغم الصعوبات، ونحن نفعل كل ما يتوجب، بدءاً من التصدي لمشكلات الموازنة إلى تعزيز الإدارة الرشيدة لليورو، وضبط مالي أكثر صرامة». وتسجّل كل دول منطقة اليورو انخفاضاً في الإنتاج بسبب أزمة الديون، وهي سابقة منذ حزيران (يونيو) 2009، ما قد يؤثر على إنتاج الربع الثالث ويغذي المخاوف من حصول انكماش في النصف الثاني من السنة. ولم تنجح البرلمانات والحكومات الأوروبية منذ شهور في وضع آلية أكثر صرامة لضبط العجز العام في الموازنات الوطنية. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه خلال مؤتمر صحفي: «إذا لم تأخذ الدول الأعضاء القرارات المناسبة في ما يتعلق بالسياسة النقدية، فأي إصلاحات مستقبلية يجب أن تسمح باتخاذ تلك القرارات مركزياً»، مشدداً على أهمية فصل القطاع المالي عن أخطار الديون السيادية في منطقة اليورو التي تضرّرت كثيراً من أزمة الديون العالمية». وأظهرت بيانات أمس ارتفاع مبيعات التجزئة على أساس شهري في منطقة اليورو خلال تموز، بينما كانت توقعات السوق تشير إلى تراجع طفيف. وبيّن مكتب «يوروستات»، أن مبيعات التجزئة في الدول ال17 التي تستخدم اليورو، ارتفعت 0.2 في المئة خلال تموز مقارنة بحزيران (يونيو)، بينما تراجعت 0.2 في المئة على أساس سنوي.