أربيل - أ ف ب - دعت الحكومة المحلية في إقليم كردستان إيران أمس إلى احترام سيادة العراق، اثر توغل جيشها في الأراضي العراقية خلال معارك مع معارضين إيرانيين أكراد يتحصنون عند الشريط الحدودي بين البلدين. وقال الناطق باسم الحكومة كاوة محمود:»نطالب بالحفاظ على سيادة إقليم كردستان باعتبارها جزءاً من سيادة العراق»، مؤكداً «وجود خرق إيراني للحدود». وأضاف «إذا كانت هناك أي مشكلة حدودية فإن الطريق الأمثل (لتسويتها) هو المفاوضات وطريق السلام والحوار وليس قصف المدنيين الآمنين». وكانت قوات الحرس الثوري الإيراني المتمركزة في منطقة سردشت شمال غربي إيران أعلنت الاثنين سيطرتها على ثلاثة معسكرات لحزب «الحياة الحرة» (بيجاك) الكردي المتمرد في الأراضي العراقية. وقال قائد هذه القوات الكولونيل دلاور رنجبرزاده إن «المساعدة كانت تقدم للإرهابيين من ثلاثة معسكرات في الأراضي العراقية وكل هذه المعسكرات سقطت بأيدي القوات الإيرانية التي تسيطر بالكامل على المنطقة». وأضاف انه «خلال المواجهات بين قوات حرس الثورة وعناصر بيجاك المعادين للثورة والإرهابيين، قتل عناصر من هذه المجموعة»، متحدثاً عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى في الجانب الإيراني، بينما أشار متحدث باسم الحزب إلى مقتل عنصرين. لكن الأمين العام لوزارة البشمركة (المقاتلون الأكراد) جبار ياور اعتبر الاثنين أن «كل ما يقوله الإيرانيون عن احتلالهم ثلاثة معسكرات في كردستان خاطئ»، مضيفاً «انهم يقولون ذلك لتبرير هجماتهم وقصفهم لقرى كردستان. كل المعارك جرت في الأراضي الإيرانية». وحزب «الحياة الحرة» تأسس عام 2003 في جبال إقليم كردستان العراقي الحدودية، وعقد ثلاثة مؤتمرات حزبية جدد في آخرها انتخاب عبد الرحمن حاجي احمدي الذي يعيش في أوروبا، رئيساً له. وغالباً ما تقصف القوات الإيرانية المناطق الحدودية الكردية العراقية التي تؤوي هؤلاء الانفصاليين. وفي 11 تموز(يوليو)، أكدت إيران أنها تحتفظ «بحق» الهجوم على قواعد الحزب في كردستان العراق. واتهمت أيضاً رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بأنه وضع «في تصرف حزب بيجاك» أرضاً بطول 150 كلم وعرض 20 كلم على طول الحدود مع إيران من دون أن يبلغ حكومة بغداد . إلى ذلك، أفادت مصادر إدارية في إقليم كردستان أن العشرات من الأسر الكردية على الجانب العراقي نزحت من مناطقها، في ظل تصاعد التوتر الأمني عند الحدود مع إيران. وقال قائمقام قضاء جومان الحدودي التابع لمحافظة اربيل عبد الواحد كواني في تصريح إلى «الحياة» إن «الحشود الإيرانية تتركز حالياً عند الحدود مع منطقتي بشدر ورانيا، وأيضاً في قضاء جومان ولكن داخل الحدود الإيرانية»، مبيناً أن «عشر أسر كردية من قرية ويزي تركت منازلها وتوجهت إلى مناطق اكثر أمناً خوفاً من تعرضها للقصف الإيراني، فضلاً عن نحو 60 أسرة أخرى غادرت قبل نحو يومين في قرية باليان». وأوضح أن «الاشتباكات والقصف يجريان داخل الحدود الإيرانية حالياً وهي أبعد نسبياً بالمقارنة بما كان يجرى في الأعوام السابقة». وقال مصدر عسكري في حرس حدود إقليم كردستان في تصريح إلى «الحياة» إن «الحشود الإيرانية عند منطقة قنديل على طول الحدود مع إيران وصولاً إلى الحدود التركية ما زالت مستمرة، إلا أن الوضع هادئ مع سماع أصوات إطلاق نار خفيف بين حين وآخر»، مبيناً أن الجيش الإيراني «حجز نحو 200 من رؤوس الماشية فضلاً عن اعتقال امرأة ورجل من الرعاة عند الحدود». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن قائد القوات البرية للحرس الثوري محمد باكبور قوله إن «العشرات» من مسلحي حزب «الحياة الحرة «قتلوا ، داعياً الحكومتين العراقية والكردية إلى عزل نشاط هذا الحزب لأن «وجود تلك الجماعات الإرهابية في المناطق العراقية المحاذية لإيران يشكل تهديداً لكلا البلدين كما يترك اثره على الأمن والجانب الاقتصادي للمواطنين»، مشيراً إلى وجود تنسيق «إيراني - عراقي» في هذا الإطار.