قال مصدر فرنسي مسؤول ل «الحياة» ان لقاء رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي بوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على هامش مؤتمر ليبيا، ترك انطباعاً ايجابياً لأن ميقاتي «تعهد بوضوح ومن دون مناورة كلامية بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وحماية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)». وقال المصدر ان اللقاء اتاح لجوبيه مقاربة مواقف ميقاتي، موضحاً ان باريس «تنتظر طبعاً تنفيذ التعهدات». وزاد المصدر ان رئيس الحكومة اللبناني، لدى تأكيده تعهداته في شأن المحكمة و «يونيفيل» «لم يبد متخوفاً من موقف حزب الله أو الرئيس السوري بشار الأسد، لكن باريس ليست ساذجة وتنتظر لترى الخطوات العملية التي تتبع التعهدات». وتابع المصدر ان اللقاء استمر حوالى عشر دقائق على هامش العشاء في القصر الرئاسي الفرنسي، اذ انفرد الرجلان في احدى زوايا قاعة مؤتمر ليبيا. وقال المصدر وغيره من الديبلوماسيين الذين كانوا في القاعة، ان ميقاتي «لم يتوقف عن الانتقال من مسؤول الى آخر لمصافحته او تبادل الحديث معه، لم يجلس في كرسيه طويلاً وكان يتحرك باستمرار من رئيس وفد الى آخر». ولفت المصدر الى ان ميقاتي اجرى ايضاً لقاء سريعاً مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على غرار لقائه جوبيه. وكان ميقاتي اكد ل «الحياة» انه سيلتقي كلينتون في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، في نيويورك التي سيزورها بعد عودة الرئيس اللبناني ميشال سليمان منها. وأعرب المصدر الفرنسي عن اعتقاده بأن عدم دعوة الميقاتي رسمياً الى باريس، ونشر فرنسا علناً الرسالة الرئاسية التي بعثها الرئيس نيكولا ساركوزي الى نظيره اللبناني وإليه في شأن «يونيفيل»، ساهما في دفع ميقاتي الى تقديم تعهداته المذكورة والتي تنتظر باريس ان يتم تنفيذها لتحكم على أداء الحكومة. وكان الجانب اللبناني طلب لقاء ثنائياً لميقاتي مع ساركوزي الذي لم يلب الطلب بسبب ضيق وقته نظراً لأن كثيرين من رؤساء الوفود طلبوا لقاءه، اضافة الى انه ينتظر ما سيكون عليه الأداء الفعلي للحكومة. الى ذلك يستقبل ساركوزي ظهر اليوم البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويناقش معه الوضع في لبنان. ثم يلتقي الراعي في الرابعة بعد الظهر رئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون في قصر ماتينيون، فيما يقيم جوبيه على شرفه مأدبة عشاء عمل في مقر وزارة الخارجية. وترأس الراعي امس الأحد صلاة في كنيسة سيدة لبنان في باريس.