عادت طوابير السيارات الطويلة إلى الاصطفاف في المنطقة الجمركية على جانبي جسر الملك فهد، الرابط بين السعودية والبحرين، وفيما لم يصدر إحصاء رسمي بعدد المسافرين في الأيام الماضية، قدرتهم مصادر بما يفوق مئة ألف مسافر في الأيام الثلاثة الأولى من عيد الفطر المبارك. وسجل اليوم الثاني ذروة العبور، إذ قدر بنحو 40 ألف مسافر. وسجل الجسر في ثالث أيام عيد الأضحى قبل عامين، رقماً قياسياً، بعبور 66 ألف مسافر. وزادت حدة الطوابير مع حدوث أعطال «طفيفة» في نظام الجوازات الآلي، ما أدى إلى حدوث تكدس للسيارات، استمر أحياناً لساعات، ما أدى إلى نفاد صبر المسافرين. إذ أقدم مسافر على ضرب زوجته التي كانت ترافقه في السيارة في طريق عودتهما إلى المملكة، ما أثار استغراب المسافرين، قبل ان يتبين أنه كان في حالة «سكر». وباشرت الجهات المختصة إجراءاتها، بإلقاء القبض على الزوج وحبسه. فيما بقيت الزوجة تنتظر من يقلها إلى منزلها. بدوره، قال المدير العام لمؤسسة جسر الملك فهد بدر العطيشان، في تصريح ل «الحياة»: «إن الأعطال في الأنظمة تحدث في كل مؤسسة خدمية، إلا انه يوجد لدينا نظام رديف، ويتم إصلاح الأعطال فوراً، ما يحول دون عرقلة حركة السير»، مشيراً إلى أن استحداث الكبائن النسائية «وفر علينا وعلى المسافرين الكثير من الوقت والجهد، ففي السابق كانت الكبائن لتطبيق الجواز أو الهوية الوطنية، ليست في المسار ذاته، بل كابينة مستقلة، فتنزل السيدة من السيارة، وتدخل للتطبيق، وتنتظر الدور، فيما قد يكون الزوج تقدم كثيراً عن الموقف، بسبب الزحام. وهناك الكبيرات في السن، اللاتي ليس في مقدورهن المشي لمسافة طويلة». وذكر العطيشان، ان الجسر هو «المنفذ البري الوحيد على مستوى المملكة، الذي طبق هذا النظام، بعد أن رفعنا الطلب إلى الجهات المعنية بذلك، وتمت الموافقة عليه»، مردفاً «نحن مؤسسة خدمية، وكلما سعينا إلى إرضاء المستفيد، حققنا معايير النجاح التي نسعى إليها. ولا نخشى من توجيه النقد لنا، بل نتقبله بصدر رحب، ونقوم بطرحه ومناقشته، وصولاً إلى إيجاد الحلول». وأضاف «لا بد أن تشهد الحركة على جسر الملك فهد كثافة عالية في المواسم، ومنها الإجازات والأعياد، إلا أن المسافر بطبيعته عجول، ويرغب في إنهاء إجراءاته بسرعة، مع العلم أن المسافرين يرون الأعداد المتزايدة أمامهم»، مردفاًَ «تشهد الشوارع داخل المدن كثافة عالية من السيارات، وحين يريد الشخص التنقل من مدينة إلى أخرى، كالتنقل من الدمام إلى الخبر، وصولاً إلى المكان الذي يريده، قد يصل الوقت إلى ساعة أو أكثر، فكيف يكون الحال في التنقل من دولة إلى أخرى». وذكر انه «في السابق، عندما كانت المسارات على جسر الملك فهد، 10 فقط، كان هناك تأخير لمدة طويلة، إلا أنه بعد استحداث ثمانية مسارات، ليصبح العدد الكلي 18 مساراً، استطعنا توفير الوقت واختصاره». ويُشار إلى ان معدل العبور اليومي بلغ في العام الماضي 46.8 ألف مسافر. فيما عبر الجسر نحو 17 مليون شخص في العام ذاته، في كلا الاتجاهين، وذلك بزيادة تقدر بنحو 1.3 مليون مسافر عن العام الذي سبقه». وأكد العطيشان، أن «المؤسسة تصب جهودها على خفض المدة الزمنية لإنهاء إجراءات السفر، وبخاصة في أوقات الذروة»، مضيفا أن «نحو 71 مليون سيارة، و170 مليون مسافر، عبروا اتجاهي الجسر منذ افتتاحه في العام 1986».