وجهت وزارة الثقافة والإعلام السعودية أخيراً الصحف والمجلات المحلية كافة، بضرورة كتابة اسم مكة مقروناً بالمكرمة، والمدينة مقروناً بالمنورة. ويأتي هذا التوجيه بعدما لاحظت الوزارة أن عدداً من الصحف والمجلات المحلية تنشر في الآونة الأخيرة اسم مكة دون إضافة المكرمة، والمدينة دون إضافة المنورة. وفي المقابل أكد عالمان شرعيان ل«الحياة» خصوصية مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة التاريخية باعتبارهما مدينتي الإسلام الأولى التي انطلق منهما شعاع الدين في الآفاق، وما لهما من قدسية ومكانة في نفوس المسلمين. وجاء هذا التأكيد متضامناً مع تعميمٍ صادر من وزارة الثقافة والإعلام لاحظت فيه أن بعض الصحف تنشر اسم «مكة» من دون إضافة «المكرمة» وكذا اسم «المدينة» من دون إضافة «المنورة»، منبهةً على أن يكون اسم «مكة» مقروناً ب «المكرمة» واسم «المدينة» مقروناً ب«المنورة» وذلك عند ورود اسميهما في ما ينشر مستقبلاً. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك أن مكة بها أول بيت لتوحيد الله، وأن رؤية البيت فيها مزية التذكير بالتوحيد، مذكراًَ أن المدينةالمنورة تضم أشرف بقعة على الأرض وهي البقعة التي ضمت الجسد الشريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأن زيارته أيضاً فيها مزية التذكير بالرسالة. وقال إن التوحيد والرسالة هما قطبا إيمان المؤمنين، فمناسب ألا تذكر واحدة منهما إلا بلفظٍ يفيد تعظيمها، وعلى رغم أن ذلك ليس بواجب ولا يعتبر مخالفةً شرعية إلا أنه أكد أنه الأقرب لتعظيمهما، مضيفاً أنه يتأكد على المرء ذكر لفظ التكريم لهما إذا طلب منه ذلك. وأكد أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية وعضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي في جدة والمحكم القضائي المعتمد لدى وزارة العدل الدكتور حسن بن محمد سفر أنه من المعلوم في الشريعة أن المقدسات الاسلامية مثل مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لها من الخصائص والمزايا الفريدة، إذ إن نزول التشريع الإسلامي في العهد المدني والتشريع المتعلق بالعقيدة في مكةالمكرمة، «ومن هذا المنطلق فإن لها خاصية وقدسية فإذا ذكرت فالواجب لما تحمله من مكانة كون مكة قبلة المسلمين في العالم الاسلامي أن تكتب مكةالمكرمة، ولا ينبغي أن تكتب مكة فقط فالمكرمة من تكريم الله عز وجل لها وبتنزيل التشريعات فيها و اختيار النبي صلى اللله عليه وسلم منها، أما المدينةالمنورة فلاعتبار أن التشريع أشرق منها ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ما يستوجب أن يردف مسمى المدينةبالمنورة لأن أسس الدولة الإسلامية في سلطاتها الثلاث التشريع والتنفيذ والقضاء جاء في المدينةالمنورة». ووصف سفر من يقول إنه لا حرج من إسقاط المكرمةوالمنورة عابثاً وخارجاً عن المعتاد والمألوف خصوصا أن الفقهاء والمؤرخين ذكروها مثل مؤرخ مكة الإمام الفاسي في كتابه العقد الثمين في أخبار البلد الأمين وقال «المكرمة»، إضافةً إلى إشارة صاحب التاريخ القويم لمكةالمكرمة والبلد الأمين الشيخ طاهر الكردي وهو من علماء مكة، معتبراً من يسقط عنهما وصفي القدسية غير محترمٍ للمكانة الإسلامية لهاتين المدينتين المقدستين.