انتشرت أخيراً ظاهرة سطو منظم على أسلاك الكهرباء النحاسية والكيابل المحورية المغذية في بلدات عدة شمال الطائف. ووفقاً لعدد من سكان شمال الطائف فإن تلك الظاهرة أصبحت تشكل خطراً كبيراً يصعب السيطرة عليه من جهات عدة، نظراً إلى وقوع تلك الكيابل وأعمدة الأسلاك في مناطق نائية بعيدة عن العمران، مشيرين إلى أنها أضحت مرتعاً خصباً للصوص الذين يجوبون الأماكن المهجورة والبعيدة عن الأنظار لتنفيذ عمليات قص تلك الأسلاك ومن ثم بيعها بأبخس الأثمان على العمالة الوافدة المنتشرة هذه الأيام بكثرة. وكانت المويه القريبة من محافظة الطائف، شهدت في الأيام الماضية عمليات عدة لسرقة الأسلاك النحاسية الكهربائية من مصدرها الرئيس الأعمدة الكهربائية التي نصبت على مسافات بعيدة لتغذية مناطق عدة من المصدر الرئيس للتيار الكهربائي المتذبذب عبر أسلاك ومولدات ضخمة شهدت فيها قرى وهجر الشمال في الطائف طفرة كبيرة في التيار الكهربائي لم تشهد له مثيلاً خلال الأعوام الماضية، بيد أن يد العابثين ما لم تردع بقوة فإنها في نهاية المطاف ستكون السبب الرئيس في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة نتيجة قطع تلك الأسلاك وبيعها على سماسرة الحديد والأسلاك المعدنية. وفي الوقت الذي فتح فيه الباب على مصراعيه من فئة مجهولة من العمالة الوافدة التي أعطت الضوء الأخضر للصوص في السطو والتمادي في تخريب الممتلكات العامة حتى أضحت عمليات سرقة وقص الأسلاك النحاسية تتداول بشكل واسع في المجالس ما زرع الخوف في أفئدة الكثير من المواطنين على ضياع ممتلكاتهم بين طرفة عين، إذ إن العملية لا تكلف الكثير من الجهد سوى مقصات حديدية عازلة عن التيار الكهربائي وصعقاته القاتلة، وتحديد الهدف ومن ثم السطو عليه وفي النهاية لا يستغرق الوقت سوى دقائق معدودة حتى تنتهي العملية ويتم قبض الثمن من سماسرة الأسلاك النحاسية مصدر القلقل والسبب الرئيس في تلك الظاهرة، وفي حين رمى الكثير باللوم على اللصوص المحترفين واشمأزوا من الطريقة التي جعلتهم يجنون شيئاً من المال بطرق غير شرعيه ونظاميه تصف في النهاية بالمال الحرام والاعتداء على ممتلكات الدولة العامة والمواطنين والمقيمين الخاصة، طالب المتضررون لفقد شيء من ممتلكاتهم، الجهات الأمنية بردع سماسرة الأسلاك وإيقافهم عند حدهم مدعين في الوقت ذاته بأنهم هم رأس المشكلة ومسببوها، فيما اتجه آخرون إلى ابسط الحلول للسيطرة على الظاهرة بإلزام البائع والمشتري في حال مداولة سلعتهم بتدوين أرقام سجلاتهم المدنية وما يثبت هويتهم عند البيع والشراء حتى لاتأخذ الأمور منعطفاً خطراً يصعب السيطرة عليه وفي النهاية يختلط الحابل بالنابل ويكون البائع والمشتري لتلك السلعة تحت طائلة لص ومنتهك للممتلكات العامة وبين مد وجزر وطوفان الثراء السريع بين الطرفين تمكنت أخيراً الجهات الأمنية في المويه من القبض على عدد من لصوص الأسلاك النحاسية بعد أن تم ضبطهم إثر شكاوى عدة من المواطنين فيما بقي السماسرة خارج نطاق التغطية حتى إشعار آخر.