في ثاني عملية من نوعها في غضون شهور قليلة، كشف مسؤولون أميركيون أمس، عن أن قوة كوماندوس خاصة تمكنت خلال عملية سرية في مدينة بنغازي من اعتقال أحمد أبو ختالة أحد المتهمين الأساسيين وراء الهجوم على القنصلية الأميركية في عاصمة الشرق الليبي في أيلول (سبتمبر) 2012، الذي تسبب في وفاة السفير كريس ستيفينز وثلاثة أميركيين آخرين. وكانت العملية الأميركية الأولى على الأراضي الليبية قبل شهور نجحت بخطف أبو أنس الليبي من طرابلس، وهو ينتظر حالياً بدء محاكمته بتهمة التورط في مؤامرة تفجير سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي عام 1998. وقال الأدميرال جون كيربي السكرتير الصحافي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان: «أستطيع أن أؤكد أنه في يوم الأحد 15 حزيران (يونيو)، قبضت قوات أميركية، بالتعاون مع رجال حفظ القانون، على أحمد أبو ختالة، الشخصية الرئيسية في الهجوم على منشآت الولاياتالمتحدة في بنغازي... إنه الآن معتقل لدى الولاياتالمتحدة في مكان آمن خارج ليبيا. لم يكن هناك ضحايا من المدنيين خلال هذه العملية، وجميع أفراد القوة الأميركية المشاركة في العملية غادروا ليبيا بسلام». وجاء تأكيد «البنتاغون» بعد قليل من كشف صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن أبو ختالة اعتُقل خلال عملية قامت بها وحدة من القوات الخاصة قرب بنغازي الأحد، وأنه نُقل إلى «مكان آمن خارج ليبيا». وأضافت أن العملية نُفّذت بالتعاون مع عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، ولم يسقط فيها أي ضحايا. وفيما أكد البيت الأبيض في بيان أن الرئيس باراك أوباما هو من أعطى الأمر لقوة الكوماندوس بتنفيذ عملية توقيف أبو ختالة قرب بنغازي، قالت عائلة الأخير إنها فقدت الاتصال به، بحسب ما أوردت وسائل إعلام ليبية. وأوضحت الصحيفة أنها علمت بتوقيفه الإثنين لكنها أرجأت كشف الخبر بناء على طلب البيت الأبيض ولاعتبارات أمنية. وتباهى مسؤول أميركي للصحيفة بالقول إن اعتقال أبو ختالة «يذكّر بأنه عندما تقول الولاياتالمتحدة أنها ستحاسب شخصاً ما وسيواجه العدالة، فهذا ما نعنيه»، في إشارة إلى وعد إدارة الرئيس باراك أوباما بمحاسبة المتهمين بمهاجمة قنصليتها وقتل السفير خلال تظاهرة احتجاجية قام بها ناشطون إسلاميون في أيلول (سبتمبر) 2012. وإضافة إلى أبو ختالة، المتهم بأنه «قيادي» في جماعة «أنصار الشريعة»، وجّه الادعاء الأميركي اتهامات إلى ما لا يقل عن 12 شخصاً بتهمة التورط في حادثة القنصلية. وفي العادة ينقل الأميركيون المتهمين الذين يتم توقيفهم في عمليات خارجية إلى سفينة حربية حيث يتم استجوابهم لبضعة أيام قبل تسليمهم إلى ال «أف بي آي» لمواصلة استجوابهم وإحالتهم «رسمياً» على المحاكمة، وهو ما تم بالضبط مع أبو أنس الليبي (نزيه الرقيعي) الذي ينتظر حالياً بدء محاكمته أمام محكمة في نيويورك. ورفض مسؤول أميركي القول أمس ما إذا كانت حكومة ليبيا وافقت على العملية. وقال المسؤول إن واشنطن سبق أن أوضحت للجانب الليبي أنها ستقوم باعتقال المتهمين في قضية القنصلية متى ما سنحت لها الفرصة. وسبق لأبو ختالة أن قال في تصريحات صحافية إنه لم يتورط في مهاجمة القنصلية لدى بدء الهجوم عليها، لكنه جاء إلى المكان مع انتهاء الحادث. وبالإضافة إليه، يعتقد الأميركيون بتورط مسؤول كبير آخر في «أنصار الشريعة» هو سفيان بن قمو في الاعتداء على القنصلية. وبن قمو هو مسؤول «أنصار الشريعة» في مدينة درنة، شرق بنغازي، وسبق أن كان معتقلاً في سجن غوانتانامو قبل تسليمه إلى نظام معمر القذافي عام 2008.