يعتبر تخطيط الدماغ أحد الفحوصات المهمة التي تساعد في الكشف عن بعض العلل الدماغية. وتخطيط الدماغ ليس فحصاً جديداً بل هو من اقدم فحوصات الجهاز العصبي، وأول من بدأ في تطبيقه هانز بريجر في عام 1959 في محاولة لتسجيل التيارات الكهربائية التي تجوب الطبقة الخارجية من المخ في ابعاده الثلاثة. ان خلايا المخ تصدر عنها شحنات كهربائية طفيفة للتواصل في ما بينها، ويقوم تخطيط الدماغ بتسجيل نشاط هذه الشحنات من خلال وضع حوالى عشرين قطباً على فروة رأس الجمجمة، ويعتبر هذا الفحص مهماً للغاية في تقصي حالات الصرع التي تتظاهر بموجات سريعة حادة على ورق التخطيط. وهناك أربعة أنواع من الموجات التي تصدر عن المخ وكل منها له تردده الخاص. وهذه الموجات هي: - موجات من نوع دلتا. - موجات من نوع ثيتا. - موجات من نوع الفا. - وموجات من نوع بيتا. يلتقط جهاز تخطيط المخ الموجات الكهربائية وينقلها عبر أسلاك ومن ثم يرسمها على شكل ذبذبات على الورق أو على جهاز الكومبيوتر. وفي الحالة الطبيعية يكون تخطيط الدماغ للشخص السليم المستيقظ المغمض العينين مملوءاً بموجات ألفا، ولدى اثارة الشخص بتحريك عينيه او فتحهما يتزايد عدد موجات بيتا في شكل لافت. أما في حالة النوم فيطغى حضور موجات دلتا وبيتا. ان تخطيط المخ ينفع في الحالات الآتية: - تشخيص مرض الصرع الذي يتميز بنشاط كهربائي مميز يمكن تقفي آثاره، كما يمكن بناء على التخطيط تصنيف أنواع الصرع. ولكن لا يغيب عن الأذهان ان تخطيط الدماغ عند بعض المصابين بالصرع يكون طبيعياً، ولهذا ابتكر العلماء جهازاً يلازم المريض طيلة يوم كامل ليعمل على تسجيل الشحنات الكهربائية. - رصد أورام الدماغ وخراجاته. - في حالة رضوض الرأس واصاباته المختلفة. - في حالة الموت الدماغي. - عند الإصابة بالتهاب المخ. - عند حدوث النزف ونقص التروية الدماغي. - في مرض الزهايمير. - في حالات الإصابة بالهلوسة. - في مراقبة جريان الدم في المخ اثناء العمليات الجراحية. بقي ان نعرف الآتي: - ان تخطيط الدماغ ليس ضرورياً في العديد من الحالات العصبية وهناك حالات كثيرة يجري فيها تخطيط المخ لأسباب ربحية مادية في العيادات الخاصة. - يجب أن تتم قراءة تخطيط الدماغ من قبل أشخاص ضالعين في فهم حيثياته وفي تفسير خفاياه وإلا فلا فائدة تنتظر منه. - قد يلجأ الأطباء الى بعض الإثارات التي من شأنها زيادة الدقة في التخطيط مثل اثارة المريض بالضوء، أو الطلب منه ان يتنفس بسرعة، أو حرمان الشخص من النوم في الليلة التي تسبق اجراء التخطيط. - ان الصوم قد يسبب نقص السكر في الدم وهذا ما يؤثر على شكل موجات التخطيط، من هنا يطلب من المريض عدم الصوم في الفترة السابقة للفحص. - ان تناول المشروبات المنبهة أو استهلاك بعض الأدوية يمكنها أن تؤثر على نتائج التخطيط فتؤدي الى قراءات خاطئة له.