أكدت لجنة التخطيط العمراني في بغداد، أن حاجة العراق من الوحدات السكنية «تفوق 3 ملايين وحدة سكنية، فيما تتجاوز القيمة التقديرية لكلفة تأمين هذا العدد منها 300 بليون دولار». فيما أشارت هيئة استثمار بغداد، إلى أن الحكومة العراقية «عاجزة عن تأمين مخصصات مالية كهذه»، معتبرة أن «الاستثمار وحده قادر على تأمينها». ورأى رئيس اللجنة محمد الربيعي في حديث إلى «الحياة»، أن «سد حاجة العراق الإسكانية من أكثر الملفات تعقيداً في العراق»، لافتاً إلى «تراكم في العجز استمر أكثر من ثلاثة عقود، أفضى إلى حاجة حالياً تتخطى 3 ملايين وحدة سكنية، بكلفة وسطية لكل وحدة تصل إلى 100 ألف دولار، ما يعني أن العراق سينفق ما يزيد على 300 بليون دولار، كما يستغرق إنجازها أكثر من 20 سنة». وأوضح الربيعي، أن «كلفة كل وحدة يعتمد، وفق توقعات وزارة التخطيط، على نوع البناء والمساحة وغيرها»، مشيراً إلى وجود «مجمعات سياحية تكلف الوحدة السكنية الواحدة فيها أكثر من 250 ألف دولار، فضلاً عن وحدات متوسطة لا يتجاوز سعر الواحدة منها 100 مليون دينار (80 ألف دولار)». وقال: «وربما تُوزّع هذه الوحدات على الموظفين في الدولة التي ستشارك في الأرض، بعدما سمح القانون العراقي للمستثمرين العرب والأجانب بتملك الأراضي التي ستخصص لبناء مجمعات سكنية مجاناً». وعن إمكان توزيع الوحدات الإسكانية مجاناً على بعض الشرائح العراقية، أعلن أن «قانون ذوي الشهداء أي ضحايا الإرهاب سيشملون بالأراضي الإسكانية فقط، ونحاول حالياً تحويل هذه المنحة إلى وحدة إسكانية بدلاً من الأرض، وسُجلت في بغداد نحو 7 آلاف عائلة شهيد من ضحايا الإرهاب، و4 آلاف غير مسجلين». وأوضح رئيس هيئة استثمار بغداد شاكر الزاملي ل «الحياة»، أن «الحاجة إلى الوحدات السكنية يزيد على 3 ملايين، لأن الوقت الذي ستستغرقه الشركات للبناء أو لسد هذا العجز هو عقدان، وسيرتفع عدد السكان بمعدل الضعف خلال ثلاثة عقود». وأكد أن «موازنة الدولة مهما بلغت هي غير قادرة على تأمين المبالغ المطلوبة للإسكان، ومن الطبيعي أن يكون الاعتماد بنسبة 90 على القطاع الاستثماري». ولفت إلى أن العراق «يطبق قانون إعطاء الأرض مجاناً للمستثمر شرط عدم احتساب قيمتها على المستفيد، إي احتساب قيمة البناء فقط». وأعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار، إنجاز التصميم الأساس لمشروع بناء 100 ألف وحدة سكنية في منطقة بسماية (جنوب شرق بغداد) مع شركة «هانوا» الكورية الجنوبية، على مساحة تقدر ب 8 آلاف دونم، على أن تستوعب ما بين 500 و 600 ألف مواطن». وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي، أن هذه المدينة «ستُبنى وفق أحدث أساليب العمارة والبناء وستكون متكاملة في خدماتها من مدارس ومستوصفات ومراكز تجارية واجتماعية وترفيهية». وأشار إلى أن «الأسابيع المقبلة ستشهد إعلان بدء تسجيل الموظفين على هذه الوحدات للاطلاع على العدد الإجمالي للراغبين في السكن فيها». واعتبر رئيس شركة «هانوا» هيون كيم، أن «جهوداً استثنائية ومميزة بذلت منذ توقيع الاتفاق الخاص بالمشروع والجانب العراقي للانتهاء من التصميم الأساس للمشروع، إذ أعدّت الشركة فريق عمل متخصصاً لهذا المشروع يتألف من 100 مهندس في مجالات كثيرة»، آملاً في بدء التنفيذ قريباً.