تجددت أمس (الخميس) أزمة المعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، إذ أحدثت مجموعة من الجزائريين فوضى في مكاتب الخطوط السعودية. وقالت مصادر مطلعة ل«الحياة»: «إن معتمرين جزائريين اشتبكوا مع بعض الموظفين داخل المطار، الأمر الذي أربك جدول الرحلات، وجرى على إثرها فتح تحقيق موسع بشأنها». وأوضحت المصادر أن هؤلاء المعتمرين تسببوا بالفوضى بغية لفت الأنظار إليهم والتعجيل في إجراءات سفرهم بعد أن شكوا من تأخرها لساعات طويلة. من جهتها، اتصلت «الحياة» بالسفارة الجزائرية في الرياض ووعدت بالرد والتعليق على مشكلة معتمري بلادها، إلا أنها لم ترد حتى هذه اللحظة، فيما لم ترد أيضاً القنصلية الجزائرية في جدة أو تفيد بتعليق على الموضوع. وقال المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية السعودية عبدالله الأجهر ل «الحياة»: «إنه تم احتواء أزمة المعتمرين المصريين التي جرت خلال اليومين الماضيين، إذ غادر غالبيتهم إلى بلادهم، وجار العمل على مغادرة البقية منهم». وأوضح أن نحو 60 معتمراً جزائرياً أحدثوا نوعاً من الفوضى في المطار، إذ تدافعوا على «الكاونترات» بشكل غير منظم بعد أن تأخروا عن موعد الرحلة المحددة لهم، نافياً في الوقت ذاته حدوث أي اشتباكات مع موظفي «الخطوط». وأكد أنه جرى تعويض هؤلاء المعتمرين مادياً، بعد أن تم إحلال ركاب آخرين بدلاً منهم، ومن ثم جرى إسكانهم في فندق لحين موعد رحلة المغادرة إلى بلادهم. وسبق أن أحدث أعداد كبيرة من المسافرين المصريين من طريق مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة حالة من الازدحام والفوضى في الصالة الجنوبية للمطار الإثنين الماضي، إذ كانت جموع المغادرين من تلك الجنسية الذين أنهوا مناسك عمرة رمضان تهافتت على «كاونترات» الخطوط السعودية حاملين أمتعتهم بأوزان تجاوزت الحد المسموح به، الأمر الذي أدى إلى تخلف بعضهم عن الرحلات المغادرة إلى القاهرة وآخرين اضطروا للسفر من دونها، عقب أن ارتفعت صيحات بعض الذين تخلفوا عن المغادرة مطالبين بإيجاد حل لهم وأمتعتهم، بينما افترش البعض الآخر أرض المطار في انتظار الحلول من موظفي المطار والخطوط السعودية لتوصيلهم وما يحملون إلى بلدهم. ورفض رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد القرشي التعليق على مشكلات المعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز، مشيراً في حديثه إلى «الحياة» إلى أن دور شركات العمرة في السعودية ينتهي بمجرد توصيلهم إلى المطار وتسليمهم التذاكر الخاصة بهم ويبقى الدور على شركات الطيران فقط. في حين أكد المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية السعودية عبدالله الأجهر في تصريح سابق ل«الحياة»: أن الحضور المبكر للمسافرين المصريين بأعداد كبيرة قبل موعد رحلاتهم تسبب في إحداث اكتظاظ بصالة المطار، بينما حالت أوزان حمولاتهم الزائدة عن الحد المسموح به من دون إتمام موظفي «السعودية» إجراءات السفر، متعللاً بأن الطائرات لا تستوعب تلك الحمولات الكبيرة من الأمتعة، الأمر الذي تخلف بسببه بعض المسافرين عن رحلاتهم، ما جعلهم يصابون بالهلع والخوف من مصير بقائهم، والبعض الآخر قرر السفر من دون أمتعته. وفي السياق، وجه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أول من أمس بتشكيل لجنة ميدانية من إمارة المنطقة ووزارة الحج، والطيران المدني، والخطوط السعودية، إضافة إلى جهات أخرى لمعرفة أسباب مشكلة تأخر مغادرة بعض المعتمرين من الجنسية المصرية في مواعيد رحلاتهم على الخطوط السعودية، وما نتج من ذلك من أعمال الشغب التي حدثت داخل الصالات وإصابة عدد من العاملين في المطار. وأوضح بيان صادر عن إمارة منطقة مكةالمكرمة أن اللجنة ستكون مكلفة بمعرفة أسباب المشكلة، التي نتجت من إصرار بعض المعتمرين المغادرة في مواعيد باكرة من رحلاتهم وتأخر بعض الرحلات المجدولة، ووصول بعضهم في وقت متأخر عن موعد الرحلة المقرر، لضمان عدم تكرار ذلك، وتوفير سبل الراحة للمعتمرين، إذ باشرت اللجنة عملها منذ أيام وتم تأمين رحلات إضافية وغادر جميع الركاب المتأخرين، وعادت الرحلات إلى وضعها الطبيعي.