عمان، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - أفاد مواطنون وناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية واصلت حملة المداهمات في مدينة حماة لليوم الثاني على التوالي، وقتل شخصان الخميس خلال عملية مداهمة في حمص، وتوفيت طفلة متأثرة بجروح أصيبت بها الأربعاء، فيما تجددت الدعوات لمتابعة التظاهر بعد عيد الفطر، فيما جدد ناشطون دعوتهم إلى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطناً قتل فجر الخميس خلال اقتحام عناصر من جهاز الأمن العسكري لحي النازحين» في مدينة حمص التي تشهد عمليات أمنية منذ أسابيع. وأضاف أن «إطلاق رصاص سمع في باب سباع وأحياء أخرى» في هذه المدينة. وأشار المرصد إلى أن ذلك جاء غداة «تظاهرات حاشدة شهدتها أحياء الخالدية والبياضة والقصور والحمرا والغوطة وباب الدريب وباب السباع». وفي جبل الزاوية (شمال غرب)، ذكر المرصد أن «مواطناً قتل الخميس وأصيب خمسة بجروح اثر اقتحام قوات عسكرية وأمنية لقرية الرامة». وتابع «كما توفيت فجر الخميس طفلة (10 أعوام) متأثرة بجروح أصيبت بها مساء الأربعاء خلال إطلاق رصاص في مدينة دير الزور (شرق سورية)» مشيراً إلى أنها «كانت تستقل سيارة أجرة بصحبة ذويها» من دون إعطاء تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادث. وفي مدينة درعا الجنوبية شاركت بضع مئات من النساء يرتدين ملابس سوداء في مسيرة حملن خلالها لافتات تطالب بسقوط الأسد. وفي حماة، قال سكان إن قوات الأمن ومسلحين موالين للحكومة، ممن يعرفون بالشبيحة، داهموا منازل ليل الأربعاء الخميس في منطقتي الصابونية والمرابط بعد أن ألقى جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الأشخاص في حيين آخرين بالمدينة في الليلة السابقة. وأعلن المرصد في بيان أن أجهزة الأمن اعتقلت «صباح الخميس المعارض البارز حسن زهرة من منزله في مدينة السلمية (ريف حماة) مطالباً بالإفراج الفوري عنه. ولفت المرصد إلى أن زهرة (67 سنة) سبق سجنه «بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي واعتقل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات»، مشيراً إلى انه يعاني من مشاكل صحية. وأبلغ ناشط محلي يدعى حيدر «رويترز» بالهاتف انه «جرى ليل (أول) أمس المزيد من المداهمات العشوائية في حماة على عكس ما فعل الجيش الأربعاء عندما دخل منازل معينة للبحث عن قائمة بنشطاء مشتبه بهم». وتابع أن «السكان يردون بالهتاف الله أكبر من النوافذ وأسطح المباني». وكانت القوات السورية شنت عملية عسكرية استمرت 10 أيام في حماة في بداية آب (أغسطس) وألقت القبض على مئات الأشخاص. وأضاف المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية نفذت ظهر الخميس حملة مداهمات واعتقالات في بلدة سرمين (ريف إدلب) بحثاً عن مطلوبين متوارين عن الأنظار وأسفرت عن اعتقال 13 شخصاً». وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن «قوات الأمن قامت بعملية دهم واعتقالات في مدينة الزبداني أسفرت عن اعتقال 6 أشخاص». وأضاف أن «الاتصالات انقطعت عن مدينة دوما التي شيعت أمس جثمان شاب قتل اثر إطلاق النار عليه من قبل حاجز امني فجر الاثنين وأخذ جثمانه إلى مشفى حرستا العسكري ثم إلى مشفى تشرين وبقي محتجزاً حتى مساء الأربعاء من قبل جهاز امني سوري». وفي ريف دمشق، أفاد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي بأن «حملات اعتقال واسعة طالت العشرات جرت مساء الأربعاء في القدم والزبداني والقابون». وأضاف «كما جرت حملات اعتقال في الجيزة (ريف درعا) وحماة (وسط) وفي الجورة والقورية بالقرب من دير الزور (شرق)». كما أشار ريحاوي إلى قيام تظاهرات عدة مسائية الأربعاء. وأوضح أن «تظاهرات جرت في حي الميدان وبرزة في دمشق كما جرت تظاهرات في ريف دمشق كما في حرستا وسقبا وحمورية ودوما والكسوة والضمير والزبداني والقدم والقابون». وأضاف أن «تظاهرات جرت كذلك في بعض أحياء حمص وحماة واللاذقية (غرب) وإدلب (شمال غرب) وريفها ودرعا وريفها كما انطلقت تظاهرات عدة في القامشلي (شمال شرق) وأحياء من دير الزور». يأتي ذلك فيما جدد ناشطون دعوتهم إلى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة». وذكر ناشطون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين» مؤكدين أن مظاهراتهم «سلمية». وذكرت صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على الموقع نفسه «لكل أهل شهيد من بعد العيد سنبدأ من جديد» مشيرين إلى انهم «كل يوم طالعين حتى سقوط النظام». وتشهد سورية حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار (مارس) أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200 بحسب حصيلة لمنظمة الأممالمتحدة. وتشير منظمات حقوقية إلى مقتل 389 جندياً وعنصر امن، في غياب إحصاء رسمي لعدد الضحايا. وتتهم السلطات «جماعات إرهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات. في غضون ذلك، تنظم مجموعة من الناشطين الأكراد السبت في ستوكهولم مؤتمراً يهدف إلى تعزيز الدور الكردي في الحركة الاحتجاجية في سورية. وسيناقش المؤتمر، الذي سيمتد على يومين «تأطير الطاقات الكردية في الخارج وتصعيد دور الكرد في ثورة سورية»، بحسب بيان للمنظمين. وقال عضو اللجنة التحضيرية محمد سيدا في البيان «إن عدد المشاركين سيتراوح بين 60 و70 شاباً كردياً أغلبهم من النشطاء في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج العربية، إضافة إلى نشطاء يقيمون في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً». وسيقدم المؤتمر بحسب البيان «رؤى واضحة ومشاريع عملية لتفعيل الدور الكردي في الداخل والخارج، بما يساهم في إسقاط نظام بشار الأسد، والانتقال السلمي للسلطة إلى الشعب، ومن ثم إقامة دولة مدنية تعددية ديموقراطية». كما سيقدم «خريطة طريق تؤمن حلاً سياسياً عادلاً لقضية الشعب الكردي وفق شرعة الأممالمتحدة، والعهود والمواثيق الدولية، وإدارة شؤون البلاد على قدم المساواة مع كل القوميات الأخرى في سوريا». وكان الرئيس الأسد اعلن بداية نيسان (أبريل) الماضي إصلاحات كان اولها إصدار مرسوم يمنح الجنسية لسكان من اصل كردي حرموا منها اثر إحصاء مثير للجدل جرى في 1962.