واشنطن- ا ف ب - بعد إرجاء موعد إطلاق مركبة "سويوز" إلى تاريخ غير محدد، من المحتمل إخلاء محطة الفضاء الدولية في حال لم تعاود المركبتان الروسيتان رحلاتهما بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.. وذلك في سابقة لا مثيل لها تخشى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" حدوثها. خلال مؤتمر صحافي هاتفي بعيد إعلان محطة الفضاء الروسية عن تأجيل إطلاق مركبة "سويوز" نحو محطة الفضاء الدولية إلى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر على أقرب تقدير، شرح مايك سوفريديني المسؤول عن المحطة في وكالة "ناسا" أن "مخاطر خسارة محطة الفضاء الدولية تتزايد في حال عدم تواجد رواد على متنها. وينبغي أخذ تزايد هذا الخطر في الحسبان". أضاف "سوف نضع سلامة الطاقم وأمان المحطة على رأس أولوياتنا، إذ أنهما يشكلان استثمارا ضخما للحكومات المعنية". وقد تقرر تأجيل الرحلة بعد ان باءت بالفشل الأسبوع الماضي محاولة إطلاق مركبة الشحن الفضائية "بروغرس" التي كانت تحمل على متنها 2,9 أطنان من المؤن والوقود. وقد أتت خسارة "بروغرس" نتيجة خلل في الطابق الأخير من منصة الإطلاق وهذا الطابق يستخدم أيضا لإطلاق "سويوز". ويكمن الهدف الرئيسي من "المهمة" على حد قول مايك سوفريديني في حماية محطة الفضاء الدولية التي تشكل استثمارا قيمته 100 مليار دولار يمول بغالبيته من الولاياتالمتحدة. وقد بدأت عملية تشييد المحطة في العام 1998 لينتهي سنة 2010. وهي على ما أعلن المسؤول في "ناسا" قادرة على العمل من دون طاقم على متنها، "ففي حال لم تعان الأنظمة الرئيسية أي خلل، يمكن التحكم بالمحطة من الأرض وإبقاؤها في مدارها". لكن هذه الفرضية غير محبذة "لفترة طويلة". وقد ورد احتمال إخلاء محطة الفضاء الدولية بعد حادث المكوك "كولومبيا" في الأول من شباط/فبراير 2003 بغية تحديد أسباب هذه الكارثة التي أودت بحياة سبعة أفراد من الطاقم. لكن، بعدما اعتبرت وكالة "ناسا" خطر خسارة المحطة كبيرا، قررت إبقاء ثلاثة رواد على متنها بشكل دائم، على ما ذكر مايك سوفريديني. وطاقم المحطة المعروف ب "إكسبديشن" يتألف عادة من ستة أفراد هم حاليا ثلاثة روسيين وأميركيان وياباني واحد، وتجري عمليات تبديل مرة كل ستة أشهر. ومن شأن إخلاء المحطة مؤقتا لمدة طويلة نسبيا أن يؤثر على الكثير من التجارب العلمية التي تستدعي وجود رواد على متنها. لكن مايك سوفريديني يشير إلى إمكانية استمرار تجارب أخرى يتم التحكم بها من الأرض على غرار تجربة "ألفا ماغنتيك سبكترومتر" المتمحورة على كاشف الجزيئيات التي تسمح بتعقب المادة المضادة والمادة السوداء. وفي الوقت الراهن، لا يزال التفاؤل سيد الموقف في وكالة "ناسا" التي تأمل أن يحدد الروس أسباب الخلل في منصة الإطلاق فيعاودوا إطلاق مركبة "سويوز" مع ثلاثة أفراد جدد على متنها في الوقت المناسب لتفادي إخلاء المحطة. ويعتبر منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المهلة القصوى لإعادة مركبة "سويوز" إلى السهوب الكازخستانية. لكن الوكالتين الاميركية والروسية ترفضان المخاطرة في إبقاء الرواد على متن محطة الفضاء الدولية لمدة أطول من ستة أشهر بسبب مخاطر التعرض المستمر لإشعاعات الفضاء. ويذكر أنه من غير الممكن الإبقاء على مركبتي "سويوز" اللتين تتسع كل منهما لثلاثة مقاعد في محطة الفضاء الدولية لأكثر من 200 يوم بسبب تلف بيروكسيد الهيدروجين وقود محركاتهما المدارية. ويؤكد سوفريديني أن المسألة ليس مسألة مخزون.. فهو يكفي لعام.