هبطت مركبة الفضاء الروسية "سويوز"، إلى الأرض بسلام، السبت، حاملة رواد الفضاء الثلاثة، وهم الروسيان ألكسندر سكفورتسوف وميخائيل كورنيينكو والأمريكية تريسي كولدويل-دايسون، بعد قضاء 176 يوماً بمحطة الفضاء الدولية المدارية. وهبط جهاز الإنزال التابع ل "سويوز ت م أ - 18" بمنطقة مجاورة لنقطة الهبوط المحددة في كازاخستان، وفق الخطة الأولية. وكانت "سويوز" قد فشلت الجمعة في الانفصال عن محطة الفضاء الدولية في موعدها بسبب عطل فني هو الأول من نوعه على متن المحطة الدولية، مما أدى إلى تأجيل عودة ثلاثة من رواد المحطة إلى الأرض والجمعة، قالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن الخطاطيف والمزاليج المثبتة على المركبة "سويوز"، والتي تُستخدم في التحام المركبة بالمحطة الفضائية، لم يمكن فصلها من المحطة، مما استدعى صدور أوامر للرواد الثلاثة بالعودة إلى المحطة الدولية. وأضافت ناسا أن "المهندسون يعكفون حالياً على إصلاح العطل"، مشيرةً إلى أن المركبة الروسية كان من المقرر أن تعود إلى قاعدة "بايكونور" الروسية في كازاخستان. وفي موسكو، قال مدير وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، أناتولي بيرمينوف، أن كمبيوتر المركبة أصدر إنذاراً يفيد بعدم إحكام إغلاق ممرات الالتحام، وتبين لاحقاً أنه "إنذار كاذب"، ومع ذلك تقرر تأجيل إطلاق المركبة إلى اليوم التالي، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء. ووفق ناسا فقد تم الاستعانة بمركبات "سويوز" لأول مرة في نقل رواد إلى المحطة الفضائية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000، وبعد حادث تحطم مكوك الفضاء الأمريكي "كولومبيا"، ومقتل رواده السبعة، في فبراير/ شباط الماضي 2003، أصبحت المركبة الروسية وسيلة النقل الرئيسية للمحطة الدولية. ومنذ ذلك الحين، تحتل مركبات وصواريخ الفضاء الروسية مكانة رفيعة في برامج رحلات الفضاء، وتحديداً تلك المتعلقة بشحن مؤن ومعدات إلى المحطة الدولية التي تبلغ كلفتها 100 مليار دولار. وأمضى الرواد الثلاثة نحو ستة شهور على متن المحطة الفضائية، ومن المقرر أن يتم إرسال ثلاثة رواد آخرين، هم الروسيان ألكساندر كاليري، وأوليتش سكربيوتشكا، والأمريكي سكوت كيلي، إلى المحطة الدولية على متن مركبة أخرى من نوع "سويوز" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. "3"