طرابلس، جنيف، فاليتا - أ ف ب، رويترز - تدفق الثوار الليبيون على مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، على أمل استكمال سيطرتهم على آخر معاقل العقيد الذي حكم البلاد طيلة 42 عاماً، فيما كان الوضع هادئاً في العاصمة طرابلس أمس على رغم استمرار نقص في المياه، إلا انه سمع ليلاً دوي حوالى ستة انفجارات قوية قرب العاصمة بعد مرور طائرة تابعة لحلف شمال الاطلسي. وانتهت المعارك في طرابلس الا ان مجموعات صغيرة معزولة من الموالين لمعمر القذافي لا تزال تظهر في شكل متفرق خصوصاً خلال الليل، وفق الثوار. من جهة اخرى، اعلن المتمردون ان احد ابناء القذافي، خميس، قد يكون قتل السبت في مواجهة مع القوات الموالية. وأعلن مقتل خميس القذافي مراراً منذ بدء النزاع من دون تأكيد هذا الامر. وقال الاميرال الاميركي سامويل لوكلير الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة لحلف شمال الاطلسي في مؤتمر صحافي في الدوحة ان «نظام القذافي على وشك الانهيار، ونحن ملتزمون بمواصلة العملية حتى نهايتها». وباتت سرت محاصرة من جانب قوات للمتمردين اتت من بنغازي (شرق مصراتة) وتمركزت على التوالي على بعد مئة و30 كلم من المدينة. وكانت طائرات حلف الاطلسي قصفت سرت الاحد لليوم الثالث على التوالي، دعماً للثوار الذين باتوا يطوقون المدينة من الشرق والغرب مع تواصل المفاوضات من اجل استسلامها. وقال جمال تونالي أحد قادة المعارضة العسكريين في مصراتة ان خط المواجهة يبعد 30 كيلومتراً عن سرت، وأعرب عن اعتقاده بأن الوضع سيحل سلمياً. وعلى امتداد الطريق السريع الساحلي شرق طرابلس كانت ناقلات تحمل دبابات طراز «تي 55» السوفياتية الصنع في اتجاه سرت. وقال معارضون ان هذه الدبابات تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية تركتها قوات القذافي في زليتن. وفي الشرق تجاوز مقاتلو المعارضة قرية بن جواد بسبعة كيلومترات وامنوا تقاطع النوفلية. وقال المتحدث محمد الزواوي «اننا نسير ببطء. ونريد اعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات لاعطاء فرصة لهؤلاء الاشخاص الذين يحاولون اقناع الناس الموجودين داخل سرت بالاستسلام وفتح مدينتهم». الى ذلك، قال العقيد أحمد الباني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي ان مصير 40 ألفاً احتجزتهم قوات القذافي غير معروف ولمح الى امكان وجود بعضهم في ثكنات تحت الارض لم تكتشف بعد في طرابلس. وأعلن الثوار الاحد انهم حرروا اكثر من عشرة آلاف معتقل في سجون النظام لكنهم عبروا عن قلقهم ازاء مصير حوالى 50 الف شخص «اعتقلوا في الاشهر الماضية» ولا يعرف عنهم شيئاً. وفي طرابلس حاول المجلس الوطني الانتقالي توطيد سيطرته وتحسين صورته بعد تقارير تحدثت عن العثور على جثث لجنود موالين للقذافي وقد قيدت ايديهم خلف ظهورهم، وبعث المجلس رسائل نصية طلب فيها من اتباعه عدم انتهاك حقوق السجناء. ومنذ سقوط القذافي قبل أكثر من أسبوع ظهرت ادلة على وقوع عمليات قتل عدة. وعثر في العاصمة الليبية على عشرات الجثث بعضها لجنود من قوات القذافي وأخرى لمحتجزين لدى الحكومة الليبية السابقة. وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» انها فحصت السبت الرفات المتفحمة لنحو 45 جثة. وكانت الجثث متناثرة في المستودع الواقع في حي خلة الفرجان بصلاح الدين الى الجنوب من طرابلس المجاور لقاعدة اليرموك. كما عثر على جثتين أخريين غير محترقتين خارج المستودع. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «للاسف هذا ليس أول تقرير عن عمليات اعدام خارج ساحة القضاء لمحتجزين في الايام الاخيرة لسيطرة حكومة القذافي على طرابلس». وأضافت: «عمليات القتل جرت بلا رحمة في رمضان ويجب تقديم المسؤولين للعدالة ومعاقبتهم». وقالت المنظمة ان وحدة عسكرية بقيادة خميس القذافي هي المسؤولة فيما يبدو عن اعدام عشرات المحتجزين في مستودع قرب طرابلس الاسبوع الماضي. وذكرت المنظمة انه بعد ذلك بثلاثة أيام أضرمت النيران في المستودع الذي كان يستخدم كسجن ولم يعرف سبب الحريق. الى ذلك، رست الاثنين في مالطا سفينة تنقل عشرات الاجانب الفارين من طرابلس وبينهم اربعة صحافيين احتجزوا الاسبوع الماضي وصديقة سابقة لأحد ابناء معمر القذافي. ولم تكن السفينة تمكنت من الرسو في ميناء طرابلس في 21 آب بسبب احتدام المعارك في المدينة لكنها تمكنت من ذلك في محاولة ثانية ونقلت خمسين اجنبياً. وبين الركاب الهولندية تاليتا فان زون العارضة السابقة لمجلة «بلاي بوي» التي كانت صديقة معتصم القذافي وفق صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية. الى ذلك، اعلنت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف ان سفينة ثانية تنقل مهاجرين غادرت طرابلس الأحد وعلى متنها 850 راكباً على ان ترسو الاثنين في بنغازي (شرق). وأعلن مسؤول كوري جنوبي الاثنين ان سفارة كوريا الجنوبية في طرابلس تعرضت لهجوم مخربين الاحد حاولوا سرقة اثاث ومعدات الكترونية. كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين ان الاسرى الذين احتجزتهم قوات المعارضة الليبية في معركة السيطرة على طرابلس بينهم أجانب من دول افريقية. وأعرب روبن وودو المتحدث باسم الصليب الاحمر في طرابلس عن قلقه «ازاء أي مواطنين اجانب احتجزوا هم من منطقة افريقيا جنوب الصحراء ومنطقة المغرب ايضاً».