طرابلس، جنيف - أ ف ب - اكد قادة جيوش دول الحلف الاطلسي المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا «ان الحرب في ليبيا لم تنته بعد»، مشيرين الى ضرورة استمرار عمل قوات الحلف في هذا البلد المضطرب. وحذر رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل من ان العقيد معمر القذافي لا يزال يشكل «خطراً ليس على الشعب الليبي فقط انما على العالم»، داعياً التحالف الدولي، بقيادة «الناتو» الى الاستمرار في دعم القيادة الجديدة. واعلنت وزارة الخارجية الجزائرية ان زوجة العقيد معمر القذافي وثلاثة من ابنائه دخلوا الاثنين الاراضي الجزائرية. وقالت الخارجية في بيان نشرته «وكالة الانباء الجزائرية» الرسمية ان «زوجة معمر القذافي صفية وابنته عائشة وابنيه هانيبال ومحمد يرافقهم ابناؤهم دخلوا الجزائر في الساعة 8,45 (7,45 ت غ) عبر الحدود الجزائرية الليبية». ولم يتضمن بيان الخارجية اي اشارة الى القذافي. وفي تعليق على هذا الاعلان اعتبر الثوار الليبيون ان ايواء الجزائر لافراد من عائلة القذافي «عمل عدواني». في غضون ذلك، استمر تدفق الثوار الليبيين على محيط مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، على أمل استكمال سيطرتهم على آخر معاقله. وجاءت تصريحات عبد الجليل في افتتاح اجتماع في الدوحة أمس لرؤساء اركان الدول المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا، والذين أجمعوا في بيان ختامي على ان «الحرب لم تنته، وهناك حاجة لاستمرار العمل المشترك حتى يُحقق الشعب الليبي أهدافه بالتخلص من بقايا فلول نظام القذافي وتطهير بلدهم». وجاء في البيان انه «تم الاتفاق على عدد من المواضيع المهمة والنقاط الجوهرية التي تم طرحها ومناقشتها خلال الاجتماع والمتعلقة بآخر المستجدات في ليبيا». وأكدت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن المجلس الانتقالي حصل في الاجتماع على «تأكيدات جديدة وواضحة في شأن حرص دول التحالف على استكمال دورها لحماية المدنيين واستمرار هذا الدور خلال الفترة المقبلة لتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة بعض التحديات الحالية أو المتوقعة». وأشاد عبد الجليل بالدور الحاسم الذي لعبه حلف شمال الاطلسي الى جانب الثوار. وقال: «لولا الدعم العسكري للناتو لما امكن للثوار ان يصلوا الى ما وصلوا اليه». وكان عبد الجليل حض الامارات على الافراج عن أموال ليبية يُقدر حجمها بما بين 500 و700 مليون دولار، إلا ان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد قال إن «الافراج عن هذه الأموال يتطلب موافقة مجلس الأمن». وقال قائد «عملية الحامي الموحد» في ليبيا وممثل «الناتو» في الاجتماع الاميرال الاميركي صمويل لوكلير ان تفويض الاممالمتحدة سيستمر حتى 27 ايلول (سبتمبر)، وقلل من خطورة فلول قوات القذافي، قائلا انه «لم يعد لقوات القذافي اي عمليات عسكرية حقيقية» معرباً عن اعتقاده بأن «نظام القذافي على وشك الانهيار». المفوضية الاوروبية الى ذلك، اعلنت المفوضية الاوروبية امس ان الاتحاد الاوروبي فتح مكتبا للمساعدة الانسانية في طرابلس بغية تسريع جهوده لدعم السكان الذين تعتبر حاجاتهم كبيرة جداً. وفيما تشهد طرابلس هدوءاً على رغم استمرار نقص في المياه، يشدد الثوار ضغوطهم على الموالين للقذافي في مدينة سرت مع تواصل المفاوضات من اجل استسلامها. وتحاصر قوات الثوار سرت من الشرق والغرب، وباتت قواتهم على بعد 30 كلم من المدينة. وكانت طائرات حلف الاطلسي قصفت سرت الاحد لليوم الثالث على التوالي، دعماً للثوار الذين الذين قال أحد قادتهم العسكريين في مصراتة جمال تونالي ان خط المواجهة يبعد 30 كيلومتراً عن سرت، وأعرب عن اعتقاده بأن الوضع سيحل سلمياً. الى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الثوار الليبيين يحتجزون «مئات» المعتقلين بعضهم من الاجانب، فيما ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» ان وحدة عسكرية بقيادة خميس، نجل العقيد الليبي القذافي، هي المسؤولة في ما يبدو عن اعدام عشرات المحتجزين في مستودع قرب العاصمة طرابلس الاسبوع الماضي. على صعيد آخر، اكد شقيق عبد الباسط المقرحي في طرابلس أمس ان المحكوم الوحيد في تفجير طائرة لوكربي (1988) «في غيبوبة»، فيما أعلنت اسكتلندا انه ليست لديها نية للمطالبة باسترجاعه.