أعلن مسؤول عسكري كبير للثوار الليبيين أنهم وصلوا الأحد إلى مسافة 30 كيلومتراً غربي سرت (450 كلم شرقي طرابلس) أحد معاقل معمر القذافي وأنهم اقتربوا لمسافة 100 كيلومتر شرقاً من سرت بعد سيطرتهم على بن جواد الواقعة على الطريق بين سرت وبنغازي معقل الثوار شرق ليبيا، بعد أربعة أيام من القتال. وقال محمد الفورتية قائد قوات الثوار في مصراتة المدينة التي ظلت محاصرة لأشهر منذ الانتفاضة من نظام القذافي في نهاية شباط/فبراير، أنه على الجبهة الشرقية «تمكنا من السيطرة على بن جواد اليوم»، وعلى الجبهة الغربية «ثوار مصراتة على مسافة 30 كيلومتراً من سرت». وبعد تقدم سريع في بداية الأسبوع في شرق ليبيا، توقف زحف الثوار منذ الثلاثاء عند بن جواد وهي بلدة لم يتمكنوا أبداً من اجتيازها أثناء فترات تقلبات موازين القوى عند بداية النزاع في شباط/فبراير وآذار/مارس. وسرت التي تعد أحد أهم معاقل معمر القذافي ومسقط رأسه، أصبحت بين فكي كماشة قوات الثوار القادمين من الشرق من بنغازي ومن الغرب من مصراتة. وتجري مفاوضات مع زعماء عشائر سرت بهدف استسلام المدينة، بحسب مصادر عديدة. من جهة أخرى يبذل المجلس الانتقالي للثوار الليبيين جهوداً محمومة الأحد لاستعادة الحياة في العاصمة الليبية، حيث ساد الهدوء لليوم الثاني رغم أصوات نيران متقطعة ليل السبت الأحد والعثور على العشرات من الجثث المتفحمة قرب قاعدة عسكرية لنظام القذافي. وسمع دوي عدة انفجارات وأصوات نيران رشاشات في طرابلس ليل السبت الأحد، غير أنه لم يتضح ما إذا كانت صادرة عن مقاتلين موالين للقذافي أم عن الثوار الذين يحتفلون بسيطرتهم على أغلب مناطق العاصمة التي دخلوها قبل أسبوع. وقال الثوار السبت: إنهم استولوا على قاعدة تابعة للكتيبة 32 التي يتزعمها خميس القذافي بعد توجيه حلف شمال الأطلسي ضربة جوية إثر سبع ساعات من القتال الشرس. من جانب آخر أصبحت فيلا فاخرة للعقيد معمر القذافي في وسط طرابلس والتي تناثرت على أرضيتها صور شخصية للقذافي وتعرضت للنهب من الحشود الغاضبة أحدث أثر لحكمه الذي سقط. قصف حلف شمال الأطلسي المجمع الواقع في حي غرغور في أبريل نيسان فيما قالت القوات الموالية للقذافي في ذلك الوقت: إنها محاولة لقتل زعيمهم. أصبحت بوابته المعدنية الآن مكسورة ومفتوحة على مصراعيها وأصبحت الفيلا التي كانت تقع من قبل تحت حراسة مشددة مهجورة ومنهوبة عندما زارتها رويترز أمس السبت. كانت صور القذافي ممزقة ومدهوسة بالأقدام وتتناثر في حديقة صغيرة خارج المبنى الرئيسي. وكانت هناك مدرعة بها آثار أعيرة نارية متوقفة عند البوابة. وفي الداخل كان الأثاث المكسور يملأ الغرف. كما كانت هناك مقاعد وأزياء رجالية تطفو في حوض السباحة الكبير الموجود بالداخل. وقال سكان محليون: إن حشوداً اقتحمت المجمع بعد أن سقطت طرابلس في أيدي المعارضة هذا الأسبوع.