في وقت تستعد فيه وزارة التجارة لوضع تسعيرة لتفصيل الثياب الرجالية، لتضع حدا لتلاعب الكثير من محال التفصيل، بات الشباب السعودي يرتدي الجينز بديلا للثوب مرتفع الثمن، رغم تفضيلهم ارتداء الزي السعودي في جميع الأوقات، لكن يقتصر ارتداؤه على أوقات العمل أو الذهاب للجامعة، ويرتدي الغالبية الجينز في الأوقات الأخرى لرخص سعره. وصار تبادل الاتهامات هو الأبرز بين الخياطين والشباب، فالفئة الأولى تتهم الثانية بأن بحثهم عن الأجود والموضة هو السبب في ارتفاع أسعار الخياطة، في حين نجد الفئة الثانية تتهم الأولى بالخداع في توفير الأفضل؛ الأمر الذي تراوح معه سعر الثوب بين 300 و1500 ريال، في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية. جشع التجار حمدي فريد أحد العاملين في هذا المجال يعترف بمغالاة الكثير من الخياطين في سعر التفصيل، ويبررون ذلك بأن الأقمشة التي يوفرونها للزبون تأتي خصيصا من اليابان أو دول متميزة في هذا المجال، على الرغم من أنه يمكن توفير تلك الأقمشة بسعر التكلفة في محال أخرى، ويعتبر وعي الزبون هو السبيل الوحيد للنجاة من جشع التجار، وقال: “من المفترض على الزبون أن يكون واعيا لبعض الأمور؛ فالذي يميز الخياط الحرص على دقة أخذ المقاسات، بالإضافة إلى دقة التفصيل، ولا أجد مبررا لارتفاع وتفاوت الأسعار بنسب تصل إلى 400 في المئة، لكن في المقابل يفضل بعض الشباب الاتجاه لمحال بعينها؛ للتفاخر بتفصيل ثياب مرتفعة الثمن”. الديكور هو السبب أما محمد منصور المشرف على عدد من محال الخياطة فيبرر ارتفاع أسعاره إلى عدة أسباب؛ أولها: زيادة الإيجار، وذلك حسب موقع المحل، بالإضافة إلى وجود ديكورات تميزه عن باقي المحال، وقال: “نملك مشاغل خاصة يديرها عمالة لهم خبرات في هذا المجال، إضافة إلى ميزات مثل عمل تفصيل مبدئي للزبون (بروفة)؛ مما يعد جهدا مضاعفا للخياط؛ لذلك فإن العاملين يتقاضون مرتبات جيدة، ولا نستطيع أن نضع تسعيرة أو عروضا كما يفعل البعض دون الأخذ في الحسبان جودة التفصيل وإرضاء الزبون”. وأضاف أن “بعض الزبائن يطلب إضافات على الثوب تزيد من التكلفة، خاصة مع وجود التطريز الذي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الشباب”. تضليل الشباب ويرى ماجد الحميدان (زبون) أنه يجد صعوبة في اختيار المكان المناسب للتفصيل؛ لعدم وجود مراقبة على محال الخياطة، وقال: “البعض يدعي امتلاكه أمهر الخياطين، وتوفيره أفضل الأقمشة، لكن مع الأسف لا يوجد دليل على ذلك سوى ارتفاع الأسعار؛ فلا يجد الشاب أمامه سوى أن يقلص من عدد الثياب ليجاري تلك الأسعار، وإذا توافرت تسعيرة من قبل الجهات المعنية لما كان هناك تفاوت في السعر، خاصة أنني قمت بتفصيل ثلاثة أثواب بتكلفة 700 ريال، في حين أني لو توجهت لمحال أخرى لتمكنت من تفصيل سبعة أثواب بالقيمة نفسها على الأقل، ولكن يستغلون عبارة “دقة العمل” في ارتفاع غير معقول”. ويعارض فهد الحارثي بشدة التفصيل بأسعار مبالغ فيها، ويفضل الاتجاه للثياب الجاهزة التي لا تقل جودتها عن ثياب التفصيل، وتغري برخص سعرها، وقال: “الموضة لم تترك مجالا للتفكير، فهناك بعض الشباب يذهب إلى خياطين متخصصين لجذب عينات من الثياب، بمقابل مادي يصل إلى أكثر من ألفي ريال بحسب نوع التطريز الموجود على الثوب، بل تتضاعف تلك الأسعار في المواسم: الأعياد، وبداية العام الدراسي، وبداية الإجازة، وموسم الصيف، وخلال الشتاء”.