بدأ رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني زيارة لطهران، على رأس وفد كردي للبحث في عدد من الملفات، أبرزها تداعيات ما بعد توسع نفوذ تنظيم «داعش» في مناطق غرب وشمال العراق، فيما عقد رئيس الإقليم مسعود بارزاني اجتماعاً مع زعيم حركة «التغيير» نوشيروان مصطفى، بعد يوم من اختتامه جولة أوروبية. وصعد سياسيون ووسائل إعلام مقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي حدة خطابهم تجاه الأكراد، واتهامهم بالتعاون مع الإرهاب والتنسيق مع محافظ نينوى أثيل النجيفي المقيم في اربيل، بتكوين مليشيات خارج منظمة الدفاع العراقية لتشكيل إقليم مستقل في نينوى. ومن المقرر أن يتوجه الوفد الكردي بعد لقاء المسؤولين الإيرانيين إلى تركيا، لإجراء محادثات مماثلة، فضلاً عن ملف بيع النفط. جاء ذلك، فيما يستعد الأكراد لإعلان حكومتهم الجديدة برئاسة نيجيرفان غداً، بعد الإتفاق على أسماء المرشحين لتولي المناصب الوزارية، وتأخير دام أكثر من ثمانية أشهر جراء الخلافات على توزيع المناصب. ونقلت وكالة «ارنا» الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان قوله إن «زيارة نيجيرفان تأتي لتوضيح الغموض السائد في سلوك الجماعات الإرهابية في الإقليم»، وأضاف «نحن نشجع الأكراد لمساعدة الحكومة الاتحادية في مجال مكافحة المجموعات المتطرفة». وفي رد على اتهامات نواب عراقيين حمّلوا فيها الأكراد جزءاً من مسؤولية الأزمة، جاء في بيان لحزب «الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني إن «الأطراف الكردستانية متمسكة وملتزمة بعراق ديموقراطي فيديرالي موحد، ومقتنعة بأن الخلافات بين مكوناته تحل عبر الحوار، والأزمة الحالية هي أزمة كل العراقيين بمن فيهم الأكراد»، وأضاف أن «بعض النواب والسياسيين في بغداد بدلاً من اعتماد خطاب التهدئة والتطبيع وردم الهوة التي حدثت بين المكونات بعد قدوم داعش، فإنهم يوجهون التهم إلى الأكراد ويحملونهم جزءاً من المسؤولية، وبذلك يخلقون أزمات إضافية، ونؤكد أن الأكراد سيسعون إلى إخراج البلاد من الأزمة، والوقوف في وجه كل من يحاول إساءة علاقتهم مع الشيعة والسنة». وصوّت برلمان الإقليم في جلسته أمس على تمديد العمل بقانون مكافحة الإرهاب لمدة سنتين، على أن يخضع بعد ستة أشهر إلى تعديلات، فيما عقد بارزاني أول اجتماع بعد يوم من اختتامه جولة أوروبية مع رئيس حركة «التغيير» نوشيروان مصطفى، وقال في بيان إن «الاجتماع تناول بشكل مفصل الوضعين السياسي والأمني، واستعدادات الإقليم لمواجهة التداعيات»، وشددا على «ارتياحهما إلى وحدة موقف القوى الكردية تجاه التطورات الأمنية والسياسية، وضرورة إجراء دراسة دقيقة للأزمة».