وسع الجيش الإسرائيلي أمس عمليات البحث عن المستوطنين الثلاثة الذين خطفوا الخميس في الخليل جنوبالضفة الغربية، ونشر تعزيزات عسكرية تعد الأكبر منذ انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2005، ما اسفر عن اعتقال 40 قيادياً في حركة «حماس»، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك. من جانبها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية في بيان أنها «تدين سلسلة الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي، ابتداء من خطف ثلاثة فتيان إسرائيليين، وانتهاء بسلسلة الخروق الإسرائيلية المتواصلة»، في إشارة إلى العمليات العسكرية والاعتقالات التي قامت بها إسرائيل. وأكدت «عدم ضرورة اللجوء إلى العنف من أي طرف كان، خصوصاً أن موقف الرئيس (محمود عباس) هو استمرار العمل المكثف على ضرورة إطلاق الأسرى المتفق عليهم وجميع الأسرى في السجون عند توقيع أي اتفاق نهائي». وفي تفاصيل الوضع الميداني، دهمت قوات إسرائيلية ست بلدات فلسطينية أمس، واعتقلت المزيد من مسؤولي «حماس». وأفاد الجيش الإسرائيلي أمس أن قواته اعتقلت 40 فلسطينياً في أنحاء متفرقة من الضفة «بينهم قيادات وناشطون من حماس»، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العملية إلى 150 شخصاً. وقال شهود إن العديد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتمين ل «حماس» من بين المعتقلين، مثل رئيس المجلس عزيز الدويك. وفي مخيم الجلزون للاجئين قرب مدينة رام الله، استشهد الشاب أحمد عرفات (19 سنة) برصاصة أصابته في الصدر عندما رشق فلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة. وأفادت مصادر من المخيم أن الشهيد كان أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية قبل نحو أسبوع. وشيع جثمانه بعد ظهر أمس بمشاركة المئات من سكان المخيم. وكان جنود إسرائيليون طوقوا مساء الأحد منزلاً في حي فلسطيني في الخليل، وطلبوا من سكانه تسليم أنفسهم، قبل أن يطلقوا قذيفة صاروخية على باب المنزل، ما أسفر عن إصابة شخصين واعتقال ثلاثة آخرين. وأكد نعمان سلهب، وهو ابن النائب في المجلس التشريعي عن «حماس» عزام سلهب الذي اعتقل ليل الأحد - الاثنين أن «نحو 50 جندياً اقتحموا البيت وهم مدججون بالسلاح، وركلوا الباب بأرجلهم وألقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع». وأضاف: «حاولوا الاعتداء على والدي وأخي، ولم يمنحوا والدي فرصة لارتداء ملابسه بشكل كامل»، مشيراً إلى أن الجيش اقتحم البيت «بطريقة همجية». وكان الفتية الثلاثة اختفوا مساء الخميس قرب مستوطنة «غوش عتصيون» حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجاناً إلى القدس. وتقع كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية بين بيت لحم والخليل. والشبان هم ايال افراخ (19 سنة) من بلدة «العاد» الدينية قرب تل أبيب، ونفتالي فرينيكل من قرية «نوف ايالون» قرب الرملة، بينما يقيم الثالث وهو غلعاد شاعار (16 سنة) في مستوطنة «طلمون» في الضفة. في غضون ذلك، أعرب ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية عن «القلق على الشبان الثلاثة الذين اختفوا... هناك بعض المؤشرات إلى أنهم خطفوا. إذا كان الأمر كذلك، فنحن ندين هذا التصرف ونحض المسؤولين على الإفراج عنهم فوراً من دون إلحاق ضرر بهم... يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه التوتر في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم فمن مصلحة الجميع الحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد».