أكدت مصادر محلية متطابقة ل «الحياة» في أبين أن 18 من عناصر «القاعدة» قتلوا على يد القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب في أبين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بينهم أربعة قياديين في التنظيم أحدهم يلقب «أبو عبد الله الصنعاني» وهو أحد أهم المطلوبين لأجهزة الأمن اليمنية، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من الفارين من سجن الأمن السياسي (الاستخبارات) في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (شرق البلاد). كما قتل سبعة جنود يمنيين وأصيب ستة آخرون بجروح في مكمن بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومئات المسلحين من تنظيم «القاعدة»على مشارف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن) وقعت اول من امس الجمعة واستمرت حتى ليل أمس في وادي دوفس جنوب زنجبار الذي يسيطر عليه المسلحون منذ أواخر أيار (مايو) الماضي. وأضافت المصادر أن مسلحي «القاعدة» تعرضوا لخسائر فادحة في جبهة زنجبار بعد دخول وحدات من القوات الخاصة في المواجهة، ما دفع بهم إلى تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة أدت إلى مقتل وجرح العشرات منهم في الأيام الأخيرة، بخاصة في العمليات التي شنها مقاتلو «القاعدة» على المواقع العسكرية التابعة للجيش. وأشارت المصادر نفسها إلى أن ثلاثة من المسلحين المتشددين قتلوا أمس، وجرح سبعة على الأقل، وتمكن بقية المسلحين الذين هاجموا الدورية العسكرية التابعة للواء 25 ميكانيكي في دوفس من الفرار، وسحب جثث القتلى والجرحى من موقع الاشتباك. وفي وقت سابق الأسبوع الماضي قتل 11 جندياً و39 من المسلحين المشتبه بهم، في بعض أسوأ أعمال العنف للسيطرة على الجنوب المضطرب منذ اندلاع الاضطرابات ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح في شباط (فبراير) الماضي. يأتي ذلك فيما تتواصل معارك الكر والفر بين مسلحي «القاعدة» وحلفائهم من جماعة «أنصار الشريعة»، وبين قوات الجيش والقبائل المساندة لها في مدينة زنجبار التي تخضع لسيطرة المسلحين المتشددين منذ نهاية أيار (مايو) الماضي. وأضافت المصادر أن قوات مكافحة الإرهاب التابعة للوحدات الخاصة والحرس الجمهوري والأمن المركزي قدمت من صنعاء مطلع الأسبوع الماضي للمشاركة في العمليات العسكرية ضد المسلحين، ووصلت تلك القوات إلى منطقة دوفس على مشارف زنجبار بعد أن فشلت قوات الجيش في القضاء على المسلحين، واستعادت السيطرة على زنجبار. وكانت دائرة المواجهات في محافظة أبين اتسعت بين الجيش والمسلحين، بعد أيام من سيطرتهم على بلدة شقرة الإستراتيجية، في حين ذكر شهود عيان أن عشرات من مسلحي «القاعدة» شنوا هجمات مباغتة على مواقع تابعة للجيش في هذه المنطقة. وقال سكان محليون على الشريط الساحلي بمدينة عدن إن انفجارات عنيفة دوت مساء أمس فيما يعتقد بأنه قصف مدفعي من قبل القوات البحرية المتمركزة في البحر قبالة سواحل عدن على مواقع للمسلحين في أبين. في غضون ذلك، يستمر الصراع بين المسلحين وعناصر الجيش المرابطين في معسكر اللواء 25 ميكانيكا على المعونات التي تلقيها عادةً طائرات أجنبية يعتقد أنها أميركية على المعسكر المحاصر من قبل المسلحين منذ أشهرعدة، وقال شهود عيان ل «الحياة» إن المسلحين استولوا أول من أمس على كميات كبيرة من المواد الغذائية ألقتها طائرات في محيط معسكر اللواء 25 ميكانيكا. وأضاف الشهود أن المسلحين خاضوا مواجهات شرسة مع قوة من الجيش مكونة من 10 أطقم كانت خرجت من معسكر اللواء 25 ميكانيكا لاسترداد هذه المواد، غير أن المسلحين تمكنوا من دحر القوة العسكرية بعدما دمروا أحد الأطقم، قبل أن تتراجع بقية الأطقم إلى داخل المعسكر.