مكسيكو سيتي، واشنطن - رويترز، أ ف ب - أعلن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الحداد ثلاثة أيام وطالب بشن حملة على المخدرات في الولاياتالمتحدة، بعد أن أحرق مسلحون ملهى «رويال مونتيري» في شمال البلاد وقتلوا 52 شخصاً على الأقل. وقال كالديرون إن المكسيك تواجه هجوماً من «إرهابيين حقيقيين» متعهداً بتصعيد الحملة لمكافحة الجريمة المنظمة، وحضّ مواطنيه على إدانة المسؤولين عن ذلك. وقال كالديرون، الذي يتعرّض لضغوط مكثفة مع تصاعد أعمال العنف، أنه سيرسل مزيداً من قوات الأمن إلى موقع الحادث في مدينة مونتيري. وانتقد المسؤولين الفاسدين في البلاد والطلب الأميركي «النهم» على المخدرات بوصفهما سبب إثارة أعمال العنف. وحضّ الكونغرس على شن حملة على استهلاك المخدرات ووقف نقل السلاح في شكل غير مشروع عبر الحدود إلى المكسيك. وبعد لقائه مع مستشاريه الأمنيين، توجه كالديرون بكلمة إلى الولاياتالمتحدة جاء فيها: «إننا جيران وحلفاء وأصدقاء ولكن أنتم مسؤولون أيضاً». ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم بأنه «وحشي»، وقال إن واشنطن تقف إلى جانب المكسيك في المعركة ضد العصابات. وتقدّم واشنطن المال والموارد للمكسيك في الحرب ضد المخدرات. لكن انعدام الثقة وخطة أميركية فاشلة لتعقّب مهربي الأسلحة وقيام أشخاص يُشتبه بأنهم قتلة محترفون بقتل موظف جمارك أميركي في المكسيك هذا العام، أدت إلى تضرر التعاون المشترك بين البلدين. وفي سياق متصل، سمحت الولاياتالمتحدة للشرطة المكسيكية بإطلاق عمليات من أراضيها ضد كارتلات المخدرات، كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز». وأوردت الصحيفة، التي استندت إلى مصادر فضّلت عدم الكشف عن هويتها أن «أعضاء من الكومندوس المكسيكي توجهوا سراً إلى الولاياتالمتحدة فتجمعوا وأطلقوا عمليات من مروحيات تستهدف تجار مخدرات مشبوهين في الناحية الأخرى من الحدود». وأفادت أن الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات تزود نظرائها المكسيكيين بالدعم اللوجستي وتتشارك معهم المعلومات المتوافرة لديها عن الكارتلات. وأطلق على هذه العمليات اسم «بومرانغ». وقد بدأت منذ 18 شهراً لكنها استثنائية تشذ عن القاعدة المعتمدة عادة، وهي لم تؤد بعد إلى عملية توقيف مهمة وفق الصحيفة. وذكر مسؤول أن «هذه العمليات ليست مشتركة»، مؤكداً أن «الشرطة الأميركية لا تشارك في العمليات الجارية على الأراضي المكسيكية». يذكر أن الكونغرس صوّت عام 2008 على مبادرة «ميريدا» المؤلفة من برامج مساعدات أميركية لحكومات المنطقة، وهي تقضي بتقديم 1,3 بليون دولار للمكسيك. ومنذ الهجوم العسكري الذي أطلقته حكومة كالديرون في كانون الأول (ديسمبر) 2006، قتل أكثر من 41 ألف شخص في نزاعات بين كارتلات المخدرات أو مواجهات بين مجموعات إجرامية وقوات الأمن.