واشنطن - يو بي أي، أ ف ب - دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي أمس الأميركيين الى الوحدة مع اقتراب الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال: «لا نزال نواجه تحديات كبيرة كأمّة في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 ايلول. نحن نخرج من أسوأ أزمة اقتصادية في حياتنا، ونقاتل ضد تنظيم القاعدة وننهي الحرب في العراق، ونبدأ بإعادة جنودنا من افغانستان». ودعا الى اظهار ان «الهدف المشترك الذي نحتاجه في اميركا ليس لحظة عابرة، بل يمكن ان يكون فضيلة دائمة ليس ليوم واحد فقط». وذكّر بأن الأميركيين توحدوا في الأسابيع التي تلت الهجمات عام 2001، مشيراً الى انه يخطط وزوجته لحضور مراسم إحياء ذكرى الاعتداءات في نيويوركوواشنطن وبنسلفانيا. ودعا الشعب الى إحياء المناسبة في تجمعات لتأكيد قوة أميركا. «سي آي أي» وكتاب 11 أيلول في غضون ذلك، طالبت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) دار النشر «دبليو دبليو نورتن اند كومباني» في مذكرة من 78 صفحة، بشطب مقاطع كبيرة من كتاب مذكرات شرطي سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يدعى علي صوفان ينتقد دور وكالة الاستخبارات قبل اعتداءات 11 أيلول 2001 وبعدها. وفيما يروي صوفان في كتابه بعنوان «اللافتات السود: قصة 11 أيلول من الداخل والحرب على القاعدة» تجربته في قلب سياسة مكافحة الإرهاب الأميركية، قال الناطق باسم «سي آي أي» برستن غولسن إن «الوكالة طلبت شطب المقاطع لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ولأنها تعتبر مضمونها مثيراً للسخرية». وأوضح أن «مراجعة سي آي أي المسبقة للكتاب تهدف إلى التأكد من مدى سرية المعلومات». وتشمل التعديلات التي طلبتها «سي آي أي» إفادة أدلى بها صوفان في مجلس الشيوخ عام 2009، وأشارت إلى «محطات» الوكالة، وهي كلمة تطلقها وكالة الاستخبارات على مكاتبها في الخارج. في المقابل، ابلغ صوفان صحيفة «نيويورك تايمز» أن الوكالة أصرت على شطب فقرات طويلة من كتابه «ليس بسبب مبررات أمنية بل بهدف تقويض تقرير ينعكس سلباً عليها». وأضاف: «تحتاج الإدارة إلى مواجهة الأخطاء التي ارتكبناها وأحبطت الأميركيين بنزاهة، ويحزنني رفض البعض معالجة أخطاء الماضي». ويتهم علي صوفان في كتابه «سي آي أي» بأنها أهدرت فرصة لمنع وقوع اعتداءات 11 أيلول عبر امتناعها عن نقل معلومات جمعتها حول اثنين من منفذي الهجمات أقاما في سان دييغو بكاليفورنيا، إلى «أف بي أي». كما يتحدث عن تقنيات الاستجواب القاسية التي مارستها الوكالة، وأهمها في التحقيق مع «أبو زبيدة»، اول إسلامي مهم تعتقله «سي آي أي» بعد الهجمات، معتبراً أنها غير مجدية. كما يتضمن الكتاب معلومات سبق أن نشرت أو نوقشت في جلسات استماع للكونغرس. وأوضحت دار النشر أن الكتاب الذي يفترض أن يطرح للبيع في اقل من شهر واحد، سيُنشر بعد إدخال التعديلات التي طلبتها «سي آي أي». وصوفان ليس الكاتب الأول الذي يواجه قيوداً قاسية تفرضها «سي آي أي»، بحسب ستيفن افترغود الذي قاد مشروع أسرار الحكومة لاتحاد العلماء الأميركيين. وصرح افترغود بأن «سي آي أي» اتخذت غالباً إجراءات صارمة تتعلق بمراجعة النصوص قبل نشرها، ولجأت أحياناً إلى فرض قيود على المعلومات المتوافرة أصلاً في المجال العام». وتابع أن «سي آي أي تعتقد بأن الأمن القومي للولايات المتحدة هش لدرجة تحتم عدم الإضرار به عبر تكرار كلمات خاطئة، لكن آخرين يرون أن حرية التعبير والجدل يجعلان الأمة قوية». الأمن استثمار «جيد جداً» ولا يخفى أن اعتداءات 11 أيلول خلقت بيئة لا يمكن أن تكون فيها الأمور كما كانت سابقاً. وهي أدت إلى ولادة سوق أمنية هائلة مغرية ومربحة، لكن يجب أن تتكيف اليوم مع تراجع الإحساس بالخطر لدى الأميركيين، خصوصاً بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أيار (مايو) الماضي. وقال أرول ساوثرز الخبير في مكافحة الإرهاب والبروفسور في جامعة كارولاينا الجنوبية: «يمكن القول إن بن لادن انشأ صناعة، إذ أن بوابات الكشف الأمنية والكاميرات المنصوبة في كل مكان تشكل «سوقاً في أوج التطور»، على غرار نشاطات المراقبة والأمن الخاص والاستشارات والتكنولوجيا والتدريب، و «الزبائن متعددون أيضاً من مؤسسات صغيرة ومتعددة الجنسيات وإدارات وبنى تحتية اضافة إلى أفراد». والعام الماضي، حققت «سيكوريتاس»، الشركة الأمنية الخاصة الأولى في الولاياتالمتحدة، وحدها رقم أعمال بلغ 3,6 بليون دولار في أميركا الشمالية، ما يؤكد أن الأمن يشكل استثماراً جيداً جداً. ويعتبر خبراء أن الخطر المتمثل في شن هجوم كثيف لم يتضاءل والتحدي الأهم بالنسبة إلى صناعة الأمن يتمثل اليوم في أن تدرك أميركا الأخطار التي تواجهها.