واشنطن- يو بي أي- قال عميل سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (اف بي أي) إن وكالة الإستخبارات المركزية (سي اي ايه) طلبت حذف مقاطع كبيرة من مذكراته التي تضمنت انتقاداً لدورها قبل وبعد هجمات11 ايلول'سبتمبر2001 ، خوفاً من الإحراج. ونقلت صحيفة "نيويرك تايمز" الأميركية عن أشخاص اطلعوا على المذكرات المكتوبة بخط اليد، أن عميل المكتب الفدرالي السابق، علي صوفان، الذي أمضى سنوات في مكافحة الإرهاب، تحدث فيها عن فقدان "سي أي ايه" لفرصة تعطيل الهجمات عام 2001 عبر إخفائها بعض المعلومات عن ال"اف بي أي". وتحدث صوفان عن تفاصيل تتعلق بتوجه "سي اي إيه" إلى استخدام الوحشية في تحقيقاتها، قائلاً إن طرق التحقيق التي استخدمتها الوكالة الأميركية مع أبو زبيدة وهو أول معتقل "مهم" بالنسبة لها، كانت غير ضرورية وجاءت نتائجها عكسية. وقال العميل السابق الذي يتكلم العربية ولعب دوراً مركزياً بأغلب التحقيقات المتعلقة بالإرهاب بين العامين 1997 و2005، إنه يعتبر حذف المقاطع من كتابه لا يهدف لحماية الأمن الوطني لأميركا، بل لمنعه من إعادة سرد الأحداث التي بنظره تؤثر سلباً على "سي أي ايه". وأضاف "إنه امر يحزنني أن البعض يرفضون الإقرار بأخطائهم السابقة". وقال محامي صوفان، ديفيد كيلي، في رسالة للمستشارة العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي أي" ، فالري كابروني، إن "مصادر موثوقة" اخبرته ان "سي أي ايه" أملت بوقف النشر لأن الكتاب سيكون "محرجاً للوكالة". ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر على اطلاع بالمسألة أن بعض المقاطع التي طلب حذفها تتضمن معلومات من جلسات استماع للكونغرس حول تقرير اللجنة التي حققت بالهجمات هي في التداول العام. وقالت الناطقة باسم "سي أي ايه" جنيفر يونغبلود إن فكرة أن الوكالة "طلبت التنقيحات في كتابه لأنها لم تحب المحتوى أمر سخيف"، مضيفة ان عملية مراجعة ما قبل النشر من قبل الوكالة تنظر فقط في ما إذا كانت المعلومات سريّة. وأعلن دار النشر المسؤول عن نشر الكتاب "دبليو دبليو نورتون" إنه قرر المضي قدماً بطباعة النسخة الأولى منه تماشياً مع التعديلات التي طلبتها وكالة الإستخبارات الأميركية.