نيودلهي – أ ب، رويترز - أشاد راوول غاندي، سليل عائلة غاندي الأكثر نفوذاً في الهند، بالناشط انا هازاري المضرب عن الطعام احتجاجاً على الفساد، لكنه اعتبر أن استخدام الإضراب عن الطعام لإرغام البرلمان على تبني مشروع قانون لمكافحة الفساد، أوجد «سابقة خطرة بالنسبة إلى الديموقراطية». وتصريح غاندي الذي تتزعم والدته، سونيا غاندي، «حزب المؤتمر» الحاكم، هو الأول مُذ بدأ هازاري (74 سنة) إضرابه قبل 10 أيام، ما دفع عشرات الآلاف إلى تأييده في الساحة حيث يعتصم في العاصمة، بعدما ضاقوا ذرعاً بالفساد المستشري في البلاد. كلام غاندي أتى بعد أيام على دعوة رئيس الوزراء مانموهان سينغ هازاري إلى إنهاء إضرابه عن الطعام، ويؤشر إلى محاولة الحكومة التحكّم في النقاش حول الفساد، بعد نحو أسبوع من التأرجح في هذا الشأن. وكان هازاري طالب البرلمان بتمرير مشروعه الصارم، لكن بدا أنه خفف موقفه بعدما عرض سينغ أن يناقش النواب مشاريع قوانين عدة لمكافحة الفساد، بينها مشروع هازاري الذي قال إنه سينهي إضرابه إذا أقرّ البرلمان مشروع قانون يساند بعض مطالبه، وتشمل شفافية أكبر وإمكان محاسبة رئيس الوزراء والمسؤولين والقضاء، وتأسيس هيئة تلاحق الفساد والفاسدين. وكتب في رسالة لسينغ: «ضميري يقول لي إنني سأنهي إضرابي، إذا حدث إجماع على تلك الاقتراحات». وأشار هازاري الذي خسر 7 كيلوغرامات حتى الآن، إلى أنه سيواصل احتجاجه، حتى لو أنهى إضرابه، لإقرار مطالب أخرى. وبعد تجنب التعليق على هذه المسألة طيلة أسبوع، قال غاندي أمام البرلمان: «نعلم جميعاً أن الفساد مستشرٍ على كل المستويات، وربما يتحمل الفقراء وطأته الأكبر، لكنه مرض يتوق كل هندي إلى التخلص منه. ساعد انا (هازاري) الناس في الشهور الماضية على التعبير عن الشعور ذاته (ضد الفساد). أشكره على ذلك». لكنه اعتبر الإضراب عن الطعام «غارة تكتيكية» على آلية عمل الحكومة، تستهدف تحجيم دور البرلمان، إذ تشكّل «سابقة خطرة بالنسبة إلى الديموقراطية». وقال: «اليوم مشروع القانون يتناول مكافحة الفساد. غداً قد يكون الهدف مسألة أقل عالمية، وقد تتعرّض لتعددية مجتمعنا وديموقراطيتنا». غاندي الذي يُرجح أن يتولى رئاسة وزراء الهند مستقبلاً، شدد على أن «لا حلول بسيطة للقضاء على الفساد، إذ يتطلّب ذلك انخراطاً أكثر عمقاً والتزاماً من كل شخص منا». وأمضى غاندي (41 سنة) السنوات الماضية متنقلاً بين مناطق الهند، ليلمس مشاكل المزارعين الفقراء الذين يشكلون القاعدة الانتخابية لحزبه، كما ركّز على المنظمة الشبابية التابعة للحزب.