نيودلهي – رويترز، أ ف ب - توسعت الاحتجاجات في الهند أمس، دعماً للناشط انا هازاري والذي بدأ إضراباً عن الطعام حتى الموت في سجن نيودلهي، في إطار حملة لمكافحة الفساد يبدو ان حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينغ عاجزة عن إنهائها. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار هازاري أمام السجن الذي رفض مغادرته تنفيذاً لأمر الشرطة بإطلاقه، مشدداً على حقه في العودة إلى الساحة التي اعتزم الاضراب فيها عن الطعام. وتظاهر آلاف من المزارعين والطلاب والمحامين في ولاية آسام شمال شرقي الهند، ورفع حوالى 500 شخص علم الهند في مومباي العاصمة المالية للهند، وارتدوا غطاء رأس مماثلاً لغطاء كان يضعه زعيم الاستقلال المهاتما غاندي، وهتفوا «أنا أنا» في إشارة إلى هازاري الذي ارتدى ايضاً جلباباً وغطاء رأس أبيض ونظارة بشكل يعيد إلى الأذهان صورة غاندي. وفي مدينة حيدر آباد، مركز صناعة تكنولوجيا المعلومات، قاطع المحامون المحاكم وترك الطلاب المدارس وخرج مئات إلى الشوارع. اما في ولاية اندرا برادش الجنوبية، احد معاقل «حزب المؤتمر» فبدأ الآلاف إضراباً مفاجئاً عن الطعام، ونظموا اعتصامات وأغلقوا الطرق وشكلوا سلاسل بشرية. وفيما يطالب هازاري بتشديد مشروع قانون يعفي رئيس الوزراء وكبار القضاة من الملاحقة القضائية في حال الاشتباه بفسادهم، قال رئيس الوزراء سينغ الذي يواجه انتقادات بالانعزال عن الجمهور امام البرلمان إن «إضراب هازاري أسيء فهمه ولا اساس له بالكامل، ويشكل تحدياً دستورياً للحكومة». وأضاف: «المسألة تكمن في معرفة من يصوغ القانون ومن يسنه، والتشريع صلاحية حصرية للبرلمان». وأغضب ذلك النواب المعارضة الذي هتفوا «يا للعار»، وقال ارون جايتلي أحد زعماء حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي القومي المعارض: «الاضطراب صرخة إنذار للجميع لترتيب بيتنا بعدما زاد سخط الناس». ورأى محللون أن احتجاز هازاري ثم التراجع عنه يؤكدان إحساساً واسعاً بأن حكومة سينغ تفتقد الكفاءة، وتلاحقها فضائح الفساد لدرجة أنها باتت غير قادرة على حكم ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بشكل فاعل. وعنونت صحيفة «هيندو»: «فاسدة وقمعية وغبية»، بينما كتبت صحيفة «ميل توداي»: «هازاري يربك الحكومة» التي فوجئت الحكومة بتنامي الغضب الشعبي هذا الأسبوع، وكذلك «حزب المؤتمر» الحاكم الذي عقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأزمة من دون ان يسفر عن حلول لدعم عملية صنع القرار الضعيفة، بتأثير غياب زعيمة الحزب سونيا غاندي بسبب المرض.