طرابلس - أ ف ب - نقل 17 مريضاً الجمعة من مستشفى بوسليم في طرابلس حيث توفي نحو 80 مريضاً لعدم توافر العناية الصحية في المستشفى الذي سيطر عليه المقاتلون الموالون للقذافي لمدة ستة ايام، كما افاد مراسلو وكالة «فرانس برس». وتركت الجثث تتحلل في المستشفى بسبب القناصة الذين حالوا دون وصول اي شخص الى المستشفى من السبت الى الخميس، سواء من الجرحى او العاملين الصحيين، كما قال اطباء في المستشفى. وأضافوا ان المرضى توفوا واحداً تلو الآخر لعدم توافر الرعاية الصحية لهم. وصباح الجمعة نقل فريق من جمعية الصليب الاحمر الدولية آخر المرضى الاحياء وبينهم طفل الى مراكز صحية اخرى، وبات مستشفى بوسليم مهجوراً. ويعد ما شهده المستشفى مأساة حيث ظل المرضى بانتظار اسعافهم وسط رائحة الجثث المتحللة. وأمكن مشاهدة آثار الدماء في الممرات الخالية في حين كانت المشرحة ممتلئة عن آخرها بالجثث، وترك العديد من الجثث في الغرف، وكانت نحو عشرين جثة ملقاة على العشب امام المبنى، كما شوهدت جثة على حمالة امام مدخل الطوارئ. وقال محمد يونس الطالب في طب الاسنان الذي يقوم بمهام التمريض الآن «انها كارثة. المستشفى خال من الادوية ومن الاطباء والممرضين. كلهم رحلوا خوفاً من القناصة». وأضاف انه تم في الايام السابقة نقل عدد من الجثث. «لم يكن لدينا خيار، لقد مات المئات خلال الايام الماضية». وفي باريس اعربت منظمة اطباء بلا حدود عن قلقها ازاء النقص الحاد في اللوازم والمعدات الطبية الاساسية في عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية في طرابلس والتي تستقبل المزيد من الحالات المصابة بالصدمة. وقالت المنظمة في بيان ان بعض مستشفيات طرابلس تحتاج كذلك الى لوازم الجراحة، مثل لوازم تثبيت الكسور والاوكسيجين والتي وعدت بارسالها خلال الايام المقبلة. وقالت ان وفداً زار ثلاثة مراكز صحية تيقن من «النقص الكبير في التجهيزات واللوازم الطبية الاساسية»، وانه حمل اليها ضمادات لعلاج الجروح ومضادات حيوية وادوية تخدير ومسكنات. ويوجد ثلاثة اعضاء من المنظمة في طرابلس وهي تستعد لزيادة مساعداتها للمستشفيات والمراكز الصحية بارسال فريق طبي اضافي.