قالت مصادر قبلية وعسكرية إن إشتباكات عنيفة دارت الإثنين بين قوات الجيش اليمني والحوثيين في شمال البلاد، ما أدى الى سقوط عشرات القتلى منذ إنهيار الهدنة بين الطرفين. وأوضحت المصادر لوكالة فرنس برس، أن الحوثيين حاولوا ليلاً إقتحام جبل ضين الذي يبعد مسافة خمسين كيلومتراً الى الشمال من صنعاء ما أسفر عن "مقتل 23 شخصاً من المتمردين وعدداً من العسكريين". وبدوره، أكد مصدر عسكري مقتل ثلاثة جنود خلال معارك الليلة الماضية، لكن لم يتسن التأكد من حصيلة قتلى الحوثيين. وقد تجددت المواجهات من أجل السيطرة على جنوب مدينة عمران، كبرى مدن محافظة تحمل الإسم ذاته، والمؤدي الى الطريق الى صنعاء بعد إنهيار الهدنة الأحد. وتم الإتفاق على الهدنة في الرابع من الشهر الحالي، إثر معارك عنيفة ودامية. وتجددت المعارك بين الجيش والحوثيين في مديرية عيال سريح بمناطق جبل ضين وبني ميمون والصلاطة وبيت عامر وسحب في المدخل الجنوبي لمحافظة عمران. كما أكدت المصادر تجدد الإشتباكات في مديرية همدان، في محافظة صنعاء، بين القبائل والحوثيين ما أدى الى مقتل 12 من المتمردين و11 من مسلحي القبائل. والمواجهات في عمران تدور بشكل أساسي منذ أسابيع بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، ومن الجهة الأخرى اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الأحمر ومن التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون). ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ أسابيع مسلحون من التجمع اليمني للإصلاح، فيما يساند الحوثيون أيضاً مسلحون قبليون ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعاً سياسياً قبلياً. ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية أنهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للإصلاح ومع اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد أن كان أحد أبرز أركان نظامه. وفي المقابل، يتهم الحوثيون بأنهم يسعون الى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في شمال اليمن، إستباقاً لتحويل البلاد إلى دولة إتحادية. وسبق أن حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الأحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الأساس هو محافظة صعدة الشمالية، إلا أنهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد أن خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.