أسهم شهر رمضان المبارك في إنعاش مبيعات التمور، وتحريك ركود أسواق التمور في منطقة حائل، إذ ارتفعت وتيرة بيع التمور مع توافد أعداد كبيرة من المستهلكين مع بداية شهر رمضان. وبحسب تجار ومستهلكين تحدثوا ل«الحياة»، ارتفعت أسعار كل أنواع التمور بنسبة 50 في المئة، مع زيادة المبيعات في الآونة الأخيرة بنسبة 70 في المئة. واعترف أحد تجار التمور في منطقة حائل سعود الشويش في حديثه ل«الحياة» بان أسعار التمور ارتفعت بنسبة 50 في المئة منذ دخول شهر رمضان، وقال: «حركة البيع والشراء في السوق التي سبقت دخول رمضان حركت الركود الطويل في سوق التمور في المنطقة، وقد عاد ارتفاع الأسعار بالفائدة الكبيرة على المزارعين والموزعين، في حين دفع المستهلك ثمن ذلك الارتفاع». وأشار الشويش إلى أن أسعار التمور بدأت في الانخفاض خلال الأيام المقبلة، مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، جراء ضعف الإقبال في الأيام الأخيرة من هذا الشهر، وهي عادة سنوية تتكرر كل عام، ولا سيما أن بداية الشهر شهدت إقبالاً متزايداً من عديد من المستهلكين ممن حرصوا على شراء كميات كبيرة من مختلف منتجات التمور تكفيهم خلال الشهر المبارك. وأشار الدلال بسوق التمور في حائل أبو سليمان، إلى أن مبيعات السوق بدأت تنخفض بشكل تدريجي منذ النصف الثاني من شهر رمضان، بعد أن زادت المبيعات بنسبة 70 في المئة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان. وحول أكثر أنواع التمور طلباً من المستهلكين، قال أبو سليما إن «أكثر التمور طلباً هو السكري، والبرحي، والمكتومي، ويتفاوت الطلب بعد ذلك على بقية الأنواع مثل: خلاص، وفنخاء، ونبة علي، وأم الحمام، وام الخشب، والشقراء، والونانة، والحلوة، والرشودية والروثانة». من جانبه، قال المواطن طلال العنزي، إن أسعار التمور ارتفعت منذ دخول رمضان بنسبة 50 في المئة، مستغرباً عدم وضع فرع وزارة التجارة في منطقة حائل تسعيرة محددة لتجار التمور لمنع التلاعب بالأسعار واستغلال المستهلكين بشكل غير مبرر. وتساءل العنزي عن أسباب غياب مراقبي الأسواق في أمانة حائل للإشراف على حركة البيع والشراء وتنظيمها والتصدي للباعة الجائلين الذين تسببوا في إحداث فوضى داخل السوق. وتوضح المواطنة أم يوسف، أنها اعتادت وزوجها شراء التمور من منطقة القصيم قبل شهر رمضان بشكل سنوي، وتخزين كميات كبيرة من التمور للاستفادة منها على مدار العام، معتبرة أن تمور القصيم جودتها عالية، إضافة إلى أن أسعارها في متناول الجميع بسبب وفرتها. ولفتت أم يوسف إلى أن أسعار التمور في حائل على العكس تماماً من القصيم، إذ زادت أسعارها بأكثر من النصف منذ دخول شهر رمضان المبارك. وفي المقابل، أكد مصدر مطلع بفرع وزارة التجارة والصناعة في منطقة حائل ل«الحياة» أن هناك رقابة مستمرة على الأسعار من خلال الجولات المتعاقبة على سوق التمور ومختلف محال بيعها المنتشرة في مدينة حائل. وأوضح المصدر أن الفرع كلف لجاناً عدة لمراقبة الأسعار في مختلف الأسواق خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أنه في حال ضبط مخالفين ممن يثبت تلاعبهم بالأسعار فإنه تتم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معهم. يذكر أن للتمور أهمية اقتصادية كبيرة للمملكة، إذ تعد السعودية من الدول الرائدة في زراعة وإنتاج التمور، وتجاوز عدد نخيل التمور بها 23,6 مليون نخلة بحسب آخر إحصاء رسمي نشر في العام 2009، وتشكل ما نسبته 20 في المئة من إجمالي عدد النخيل في العالم. وتبلغ المساحة المزروعة بالنخيل في المملكة 19 في المئة من إجمالي المساحة المحصولية، وتمثل 68 في المئة من مساحة المحاصيل الدائمة، فيما بلغ إنتاج التمور نحو مليون طن سنوياً.