على رغم أن شهر رمضان من أكثر الأشهر التي يزيد فيها استهلاك التمور، فإن مبيعات التمور في سوق عتيقة بالرياض سجلت تراجعاً كبيراً، وهو ما دفع بالأسعار إلى مستويات منخفضة تقل بنسبة 70 في المئة مقارنة بأسعارها خلال الفترة المماثلة من العام الماضي. وفق تجار تحدثوا ل«الحياة». وعزا هؤلاء انخفاض مبيعات التمور إلى زيادة المعروض في مقابل تراجع الطلب، مشيرين إلى أن الأسعار تراجعت بنسبة تصل إلى 40 في المئة، معربين عن أملهم في أن تنشط المبيعات خلال النصف الثاني من شهر رمضان، للخروج من حال الركود الراهنة. وقال المحرج في سوق عتيقة بالرياض ابراهيم شرحيلي: «تراجعت مبيعات التمور بنسبة 70 في المئة، بسبب زيادة كميات التمور المعروضة وقلة الطلب من جانب المستهلكين، وهذا التراجع في المبيعات موجود في جميع أنحاء المملكة، والمتضرر الأكبر من هذا الوضع هو هو صاحب المزرعة ثم البائع». وقدر شارحيلي ما يدخل سوق عتيقة من التمور حالياً بما بين 50 إلى 70 طناً يومياً، في الوقت الذي تراجعت فيه الأسعار بنحو 40 في المئة، وتتركز 30 في المئة من طلبات المستهلكين على الأسعار الرخيصة مثل «السلج» و «نبوت سيف» لرخص أسعارهما. وحول أسباب تراجع المبيعات، قال إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ودخول شهر رمضان، إضافة إلى قرب دخول عيد الفطر المبارك مثلت عوامل ضغط على المستهلكين الذين تراجعت مشترياتهم من التمر. واتفق الموزع تركي الدريعي مع شراحيلي على تراجع الطلب، وقال: «العرض في السوق أكبر من الطلب، ما تسبب في تراجع الأرباح بمعدلات كبيرة، إذ نسعى إلى البيع على رغم تراجع الأسعار». وتابع: «رواد السوق قليلون مقارنة بالسنوات الماضية، إذ كانت السوق تعج بالمتسوقين، خصوصاً خلال شهر رمضان الذي يزيد فيه استهلاك التمور، في الوقت الذي تتزايد فيه كميات التمور الواردة إلى السوق من القصيم والخرج». أما البائع حسن العدني فوصف ما يحدث في سوق التمور في عتيقة بأنه «أزمة»، إذ هبطت المبيعات بشدة بسبب تدني الطلب، في الوقت الذي تزداد كميات التمور المعروضة، خصوصاً أننا لا زلنا في بداية الموسم. وأضاف: «ما يحدث في السوق حالياً لم نشهده من قبل، والأسعار في مستويات منخفضة جداً، فسعر كيلو الرطب السكري يتراوح ما بين 2.5 و3 ريالات في الجملة، وهذا السعر لم يكن موجوداً من قبل. أما المواطن محمد العساف فأبدى ارتياحه لانخفاض الأسعار، وقال إن «تراجع سعر التمور شيء جيد، خصوصاً في شهر رمضان، إذ يتم استهلاك كميات كبيرة من التمور، فالأسعار نزلت كثيراً مقارنة بالعام الماضي»، مشيراً إلى أن تغير موقع السوق، وكذلك وقت البيع من العصر إلى ما بعد صلاة العشاء أثّر في المبيعات. وتبلغ المساحة المزروعة بالنخيل في السعودية 141 ألف هكتار تضم 21 مليون نخلة، يبلغ إنتاجها السنوي نحو مليون طن سنوياً، ولا تزيد الصادرات على 4 في المئة من إجمالي الإنتاج.