رفعت مغاسل الملابس، لافتة الاكتفاء مبكراً هذا العام، وقبل نحو 10 أيام من حلول عيد الفطر، وامتنعت عن استقبال السجاد والملابس. فيما استغلت مغاسل أخرى الزحام المتزايد، والطلب الكبير عليها، لتضاعف أسعارها، وإخبار الزبائن بأن «الخدمة المتوفرة هي الغسيل المستعجل فقط»، الذي يسلم في اليوم التالي، وليس بعد ساعة، بحسب المتعارف عليه في هذا النوع من الغسيل، لتبدأ حمى التلاعب بالأسعار مبكراً. وقال نايف الخالدي، الذي يملك مغسلة في شارع «حيوي» وسط مدينة الهفوف (محافظة الأحساء): «إن الزحام يبلغ أوجه في العشر الأواخر من رمضان، خصوصاً الأيام الخمسة الأخيرة، إذ نعاني من ضغط كبير، ونكون بين أمرين؛ إما أن نستقبل الزبائن ونزيد من حجم العمل، والذي سيتكدس حتماً، أو أن نرفع الأسعار بصورة بسيطة، لتوازي الجهد المبذول ونحد من عدد الزبائن، وفي كلتا الحالتين لا نستطيع أن نوقف موجة الزحام». وتلعب هذه المغاسل دوراً كبيراً في عملية الاستعداد للعيد، بيد أنها كغيرها من الأنشطة الخدمية، تسعى للربح. واعتبر الخالدي، هذه الأيام «ذروة الموسم في كل عام، ونشاطنا يتسع في هذه الفترة»، مضيفاً «كنا قديماً، نستعد للعيد بتجهيز لوازمه من أول رمضان، أو من نصفه، ليتسنى لنا التفرغ للتعبد في العشر الأواخر. إلا أن كثيرين يصارعون اليوم، في آخر خمسة أيام، ما يؤدي إلى حدوث إرباك وزحام كبيرين. ويغري التجار على رفع الأسعار. ولو حرص الكثيرون أن يشتروا ملابسهم قبل العيد بشهر مثلاً، لما وقعوا في هذه الأزمة». وأوضح محمد عبد العليم، الذي يعمل في إحدى المغاسل، أن «أسباباً كثيرة تدفع مغاسل الملابس لتغيير أسعارها في هذه الفترة، فإلى جانب ضغط العمل الكبير جداً، الذي يجبرنا على العمل لساعات طويلة ومتواصلة، لإنجاز الأعمال المتكدسة، وقلة الحوافز في بعض المغاسل، ناهيك عن أسعار الإيجارات المرتفعة، وأسعار صيانة الأجهزة والمعدات، وأنا أعرف مغاسل قامت بخطوة جديدة، إذ فتحت سجل الحجز لعملائها منذ بداية رمضان، وتجبرهم على دفع نصف المبلغ، ليحجزوا رقماً يخولهم غسل ملابسهم في الوقت المحدد، من دون عناء، وهذا يظهر ما تحمله هذه الفترة من ضغط كبير». وأرجع محمد الحملي، أسباب رفع الأسعار، إلى «قلة الرقابة على الأسعار من الجهات المعنية، فلا توجد تسعيرات محددة توضع داخل المغاسل، ومختومة رسمياً، وتجاوزها يعرض للعقوبة الصارمة، بل ترك تحديد المبلغ لأصحاب المغاسل الذين يفرضون نفوذهم، والمستهلك سيسلم لا محالة». ووجد الحملي، حلاً لهذه الأزمة منذ أكثر من أربع سنوات، إذ يقوم بغسل ملابسه في منزله، «من دون الحاجة للمغاسل، كما وفرت مكواة متطورة تعمل بالبخار، إلى جانب غسالة متطورة أيضاً، ووفرت مبالغ كثيرة كنت أضخها في كل نهاية أسبوع على هذه المغاسل»، مضيفاً «لم أعد أبالي بالوقت، أو حتى بتأخر ثيابي في تلك المغاسل، بل ارتحت كثيراً». وعن الخطوات التي تتخذها المغاسل لجذب الزبائن، أكد أن «بعضها يقوم بتوصيل الملابس مجاناً، والبعض الآخر يقوم بالسحب على جوائز عينية، وكوبونات غسيل مجانية، ومغاسل تضع معاملة خاصة لعملائها، فلا يمكن أن ترفض غسيل ملابسهم في أي وقت، ولأي ظرف حتى لا تخسرهم، وبالمجمل المسألة تحتاج لعلاج جذري».