ودع المنتخب العراقي كأس القارات لكرة القدم، بعد سقوطه في فخ التعادل السلبي مع نيوزيلندا في ختام مباريات المجموعة الأولى، وتوقف رصيد العراق عند نقطتين، فيما حصلت نيوزيلندا على أول نقطة لها في البطولة بعد هزيمتها أمام إسبانياوجنوب افريقيا. وكانت العراق بحاجة للفوز بفارق هدفين للتأهل للدور نصف النهائي خصوصاً بعد خسارة جنوب افريقيا أمام إسبانيا صفر-2 ولكن بطل آسيا لم يقدم ما يؤهله للفوز بعدما سيطرت نيوزيلندا على مجريات اللعب في الشوط الأول وقدمت أفضل أداء لها في البطولة. وفي رد فعل سريع للخروج المخيب فتح مهاجم العراق هوار ملا محمد النار على المدير الفني لمنتخب بلاده الصربي بورا ميلوتينوفيتش وألقى بالمسؤولية عليه في فشل "أسود الرافدين" في استغلال فرصة هزيمة جنوب أفريقيا أمام إسبانيا وبلوغ نصف النهائي. وقال هوار: "إن الأسلوب الدفاعي الذي انتهجه بورا طوال البطولة جعل المنتخب العراقي يدفع الثمن بعد أن فشل في تسجيل أي هدف في البطولة». رافضاً تحميل اللاعبين مسؤولية الفشل في كأس القارات. ولم تختلف كثيراً تصريحات زميله المهاجم عماد محمد، إذ قال: "إنها المرة الأولى منذ عشرة أعوام التي يلعب فيها العراق بهذا الأسلوب الدفاعي البحت، ولاعبو العراق غير معتادين على هذا الأسلوب». وألقى عماد باللائمة على بورا، وإن ألمح أيضاً إلى أن نقص اللياقة عند بعض اللاعبين من أسباب الهزيمة. ويبدو ان بورا ميلوتينوفيتش سيطوي صفحة اخرى من سجله الحافل بعد فشل المنتخب العراقي في القارات، إلا ان بورا البالغ من العمر 64 عاماً، والذي درب خمسة منتخبات مختلفة في بطولات كأس العالم، لم يقرر بعد ما الذي سيفعله في المستقبل، فالعقد الذي وقعه مع المنتخب العراقي ينتهي بنهاية بطولة القارات، وليس مؤكداً ما اذا كان العراقيون سيجددون التعاقد معه لفترة اخرى. وقال بورا بعد تعادل العراق مع نيوزيلندا وخروجه من البطولة: "لست الا مدرباً لكرة القدم، ومستقبلي ليس رهناً بي، فاذا طلبني احدهم سأفكر في الامر، والا فسأعيش حياتي». وقال بورا معلقاً على اداء المنتخب العراقي: "لقد بذل الاولاد كل طاقاتهم وعلى رغم اننا لم نفز في المباراة، فقد حققنا نتيجة مهمة واثبتنا ان لاعبي العراق يمكن ان ينافسوا الفرق العالمية بمرور الوقت». وأضاف: "اتمنى ان يتمكن اللاعبون العراقيون من اللعب بحرية وان يتمتعوا بالحياة، ليس هذا هو الوقت المناسب لمناقشة مستقبلي، انا فخور بلاعبي المنتخب، فقد تمكنوا من تحقيق نتيجة ممتازة على رغم قصر فترة الاعداد». رقم قياسي للإسبان وكانت جنوب إفريقيا "المستضيف" تأهلت لنصف نهائي كأس القارات على رغم الخسارة من متصدر المجموعة منتخب إسبانيا بهدفين نظيفين وقبلت جنوب افريقيا هدية العراق الذي فرط في التأهل بتعادل غريب مع نيوزيلندا. وأنهى منتخب إسبانيا سباق المجموعة في المركز الأول بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات، وأتى جنوب إفريقيا خلفه بأربع نقاط، سجل ديفيد بيا وفرناندو لورينتي هدفي المتادور الإسباني، ليحققا فوزاً تاريخياً للإسبان. وعلى رغم ندرة فرص إسبانيا في الشوط الأول، إلا أن أبطال أوروبا سيطروا على إيقاع المباراة ولم يتهدد مرماهم بخطر يذكر من أصحاب الأرض.بدأ ألبرت رييرا هجمات إسبانيا في الدقيقة الثالثة بركلة حرة تصدى لها حارس مرمى جنوب إفريقيا إيتوملينغ خون ومع الشوط الثاني، استعاد منتخب إسبانيا فاعليته على مرمى الخصم، وكسر التعادل السلبي. وكان بيا أهدر ركلة جزاء حصل عليها فابريغاس لمنتخب إسبانيا إثر عرقلة من لاعب جنوب إفريقيا أرون ماكينوا، ثم افتتح نجم فالنسيا النتيجة للمتادور بعدها بدقيقتين. جاء هدف بيا من بينية لرييرا، استقبلها هداف منتخب إسبانيا داخل منطقة الجزاء ودار على عقبيه قبل إسكان الكرة في مرمى جنوب إفريقيا بلمسة رائعة. وبدأ ديل بوسكي في تجربة بعض العناصر الجديدة في تشكيل إسبانيا ، إذ دفع بلورينتي وبابلو هرنانديز على حساب بيا وتوريس. ولم يخيب هداف أتليتك بلباو أمل ديل بوسكي، وأمن النتيجة لإسبانيا بعد استقبال جيد بتصويبة أرضية لركلة حرة نفذها نجم وسط برشلونة شابي هرنانديز. من جهته، أبدى المدير الفني للمنتخب الإسباني بيسنتي ديل بوسكي رضاه التام عن الفوز الذي حققه فريقه على جنوب إفريقيا ليكسر الرقم العالمي في الفوز المتتالي للمنتخبات. وقال ديل بوسكي عقب نهاية المباراة: "المهم اننا نجحنا في كسر الرقم، ولكن من فازوا بكأس الأمم الأوروبية هم الذين بدأوا المشوار ويجب أن نذكرهم، والمقبل سيكون أصعب".وأضاف: "لقد لعبنا بأمان على رغم أن المنافس لم يكن بهذه القوة، وفي النهاية حققنا الصعب".واستطاعت إسبانيا الانفراد بعدد مرات الفوز المتتالي ب15 مباراة، كما عادلت رقم البرازيل في عدم الخسارة برصيد 35 مباراة.