لا أرى في استبعاد اللاعب محمد نور من قائمة المنتخب الأخيرة، التي أعلن عنها المدير الفني الجديد فرانك ريكارد ما يدعو إلى الاعتراض، ووصف القرار بأنه غير منطقي، وأنه يدخل في «اللامعقول»! وما بين المعقول واللامعقول، أن يكون المدرب الذي تولى مهمة تدريب المنتخب الهولندي في يورو 2000، وقدمه في صورة الفريق البطل غير المتوج، عندما قاده خلال عامين في 22 لقاءً لم يخسر خلالها غير لقاءين فقط، أحدهما ودي أمام البرازيل والآخر أمام إيطاليا، ونال لقب أفضل مدرب في أوروبا، مدرباً لا يفهم شيئاً في عالم التدريب، و«نحن» الذين نفهم! ويعتبر ريكارد أحد أبرز من أنجبتهم الكرة الهولندية في عصرها الذهبي إلى جانب زميليه رود خوليت وماركو فا باستن، وكانت أهم محطاته كلاعب مع فريق آي سي ميلان الايطالي، وأحد نجوم المنتخب الهولندي في مونديالي 90، و94. أما على مستوى التدريب، فيكفي النجم الهولندي السابق أن يحمل في سجله التدريبي، أنه درب فريق برشلونة الاسباني، وأن الفضل يعود إليه في اكتشاف نجمي الفريق الكتلوني الثنائي تشابي وأنييستا، وأنه أشرف على تدريب بويول ورونالدينهو وإيتو وديكو وميسي. وخلال فترة تدريبه لفريق برشلونة التي بدأت عام 2003 واستمرت لمدة خمسة مواسم، قاده خلالها إلى الكثير من الألقاب، كان من أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا عام 2005، إضافة إلى سيطرته على البطولات المحلية، ليتوج ذلك كله بحصوله على لقب أفضل مدرب في أوروبا لذلك العام. إن من أهم معوقات عمل المدربين العالميين الذين نحضرهم، سواء قدموا لتدريب المنتخبات أو الأندية، أننا كإعلام وشارع رياضي لم نتوقف عن التدخل في عملهم، بل تجريدهم من تاريخهم المعروف، لسبب وحيد، وهو أن هذا المدرب أو ذاك لم يتصرف وفق هوى ورغبات هؤلاء! ولو أدركنا أهمية المرحلة الحالية التي يخوض فيها «الأخضر» هذه التصفيات المؤدية إلى كأس العالم 2014، واحترمنا تاريخ المدرب، ومنحناه الفرصة الكاملة لينفذ برنامجه وفكره التدريبي، فإن الوصول إلى الهدف الذي نتطلع إليه سيتحقق في مدة قصيرة. ليس معنى ذلك أن لاعباً مثل محمد نور ليس مهماً لمدرب آخر، ولكنه بالنسبة للمدرب ريكارد، فإن أسلوب أداء اللاعب لا يتناسب مع خطة اللعب التي سيطبقها المدرب في المباريات المقبلة في هذه التصفيات كما أوضح المدرب في المؤتمر الصحافي الأخير! وقبل ذلك ينبغي أن نتخلص من أساليب المقارنة، لأن استبعاد نور من صلاحيات المدرب، واستدعاء ياسر من ابسط حقوق المدرب وصلاحياته، وهو في الأول والأخير المسؤول الأول عن المنتخب، فهل تركنا المدرب يعمل؟ * اللاعبان أحمد العوفي من الأهلي وسعود حمود من النصر تعرض كل منهما لإصابة رباط صليبي، والاثنان يلعبان للمنتخب. لكن المفارقة أن الأول عاد إلى ناديه ليتكفل بعلاجه في ألمانيا من دون أي إشارة إلى علاجه على حساب اتحاد الكرة، أما الثاني فأعلن اتحاد الكرة عن تكفله بعلاجه على نفقته الخاصة! لماذا يحدث هذا؟ سؤال كبير يحتاج إلى إجابة بحجم هذا الخطأ الكبير. [email protected]