علمت «الحياة» من مصادر مطلعة على قضية المتهم باغتصاب القاصرات في محافظة جدة أن محققين في القضية أعادوا التحقيق مع المتورط، وأخذ أقواله مرة أخرى واستجوابه وذلك في إطار التحقيقات التي لا تزال قائمة.وأوضحت المصادر أنه لم يتم نقل المتهم إلى المستشفى حتى بعد الطلب الذي تقدم به أقاربه الذي تضمن طلباً بنقله إلى أحد المستشفيات الحكومية لمعالجته من بعض الوعكات الصحية التي لحقت به منذ القبض عليه. وجاءت هذه التطورات بعد أكثر من 60 يوماً على إيقاف المتهم من طريق شرطة محافظة جدة، فقد توالت التحقيقات معه ومواجهته بعدد من الأدلة سواء التحليلات المخبرية أو القاصرات اللائي تعرضن للاغتصاب، أو السيارات التي كان يملكها، إذ لا يزال موجوداً في السجن حتى الآن. وسبق أن كشفت رسالة وجهها المتهم باغتصاب القاصرات إلى وكيله الشرعي (عمه) محمد علي الشدوي (حصلت «الحياة» على نسخة منها) بعض التجاوزات التي حدثت معه أثناء إيقافه في السجن الانفرادي، أورد فيها: «استخدم معي الضرب باليد على الوجه والرأس والرفس بالأرجل». كما حصلت «الحياة» على خطاب آخر من مدير إدارة سجون جدة المكلف إلى المحقق: «إن المتهم محجوز انفرادياً وممنوع من الزيارة والاتصال، ونظراً إلى حساسية قضيته وخطرها نأمل التوجيه حيال ذلك». وكان شقيق المتهم في قضية القاصرات حسن الزهراني أبدى تذمره من تعامل الجهات الأمنية مع شقيقه، مؤكداً أنها جعلت منه «جانياً» خلال ساعتين من القبض عليه، مشيراً إلى أن ذلك حدث من دون أدلة واضحة، مطالباً تلك الجهات بإحالته إلى المستشفى لمعالجته فوراً، وتابع: «استدرج أخي بطريقة غريبة عند القبض عليه وذلك من جانب أحد أصدقائه في الشرطة، إذ طلب رجل الأمن استئجار شقة لديه في المرة الأولى وفي الثانية طلب منه الحضور إلى قسم الشرطة لقضية حادثة مرورية». وألمح إلى حدوث خطأ أثناء التحقيق مع أخيه، مفيداً أن الجهات الأمنية سردت عليه قضايا ضد مجهول وحاولت تحميله، إضافة إلى أن التحاليل الطبية لم تنطبق عليه، لافتاً إلى أن كل الدلائل سقطت بعد تشكيل لجنة تقصي حقائق لأنها جميعها ملفقة على حد قوله. وأوضح الزهراني أن هناك قضايا اتهم فيها أخوه وهو خارج السعودية، إضافة إلى أن الأوصاف والصور لم تنطبق كلياً عليه، مفيداً بأن ملف القضية توقف في الادعاء العام، ولم يجدوا دليلاًً حتى الآن لإدانة الموقوف. وحول السجن الانفرادي الذي قضى فيه المتهم قرابة ال60 يوماً، أكد أن هناك استقصاداً في ما يتعلق بوضعه فيه طوال الفترة الماضية من دون تحقيق سوى مرتين. وطالب الزهراني بإطلاق سراح شقيقه فوراً لعدم وجود أدلة دامغة، أو إحالته إلى القضاء، موضحاً أن شقيقه يعمل معلماً منذ 21 عاماً وكان حسن السيرة ومعروفاً لدى الجميع «لذا أطالب بمناسبة هذا الشهر الكريم بالعفو عن أخي أو إنصافه خصوصاً أنه لم تثبت عليه أي بينة». يذكر أن محامي المتهم المستشار القانوني وائل جوهرجي وجه خطاباً إلى هيئة التحقيق والادعاء العام في المحافظة الساحلية أبان فيه أنه تم رفض دخوله لمواجهة البنات القاصرات بالنيابة وحضور التحقيق «وكأن النظام لم ينص في مواده على أحقية المتهم بطلب حضور محاميه المرخص نظامياً»، مضيفاً «أن نص المادة التي اعتمد عليها المحقق في القضية تقضي بأن للمحقق الحق في السير في التحقيق حال التغيب عن الحضور ولم تقض بالمنع المصرح به علناً».