بغداد - أ ف ب - يعيد جيل العشرينات من الذكور في العراق التوازن الى التركيبة الديموغرافية بعد اختلالها لمصلحة الإناث طيلة عقدين أو أكثر نظراً إلى الحروب المتعددة التي أدت الى انتشار ظاهرة الأرامل والعنوسة في هذا البلد. وتؤكد أرقام أعدتها وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء وحكومة اقليم كردستان ان عدد الذكور اعتباراً من الرابعة والعشرين سنة فما دون أصبح متفوقاً على أعداد الاناث من الشريحة العمرية ذاتها. ويوضح الإحصاء الصادر عام 2008 ان الذكور والاناث باتوا متساوين في الشريحة العمرية بين 24 و29 سنة، لكن «اعداد النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين الثلاثين و49 سنة تتجاوز اعداد اقرانهن من الرجال». وأكد إحصاء للامم المتحدة ان بين 90 الى 100 امرأة فقدن أزواجهن يومياً إبان موجة العنف الطائفي التي عاشها العراق وامتدت بالخصوص أشهراً عدة خلال عام 2006. أما أرقام منظمة «اوكسفام» البريطانية لأعمال الإغاثة، فتؤكد وجود حوالى 640 ألف أرملة. ويشير إحصاء الأممالمتحدة والحكومة العراقية الى ان 3.8 في المئة من الايتام ممن هم أقل من 18 سنة، بينهم 81 في المئة فقدوا الوالد و15 في المئة فقدوا الأم، فيما فقد 4 في المئة منهم الأبوين. ويبلغ عدد سكان العراق حوالى 32 مليون نسمة. وقالت سوسن البراك، مديرة قسم المرأة في وزارة حقوق الانسان، ان «اعداد شريحة عمرية معينة من الإناث تفوق نسبة الذكور من الشريحة ذاتها ما أدى الى ظاهرة العنوسة وهي من أكبر المشاكل التي تعانيها المرأة في العراق الآن». وأضافت البراك، ان «هذه المشكلة بدأت مع الحرب العراقية - الايرانية (1980-1988) التي حصدت ارواح نحو مليون عراقي معظمهم من الشباب، قابله ارتفاع عدد الإناث وزيادة أعداد الأرامل». وأكدت ان «الامر ازداد سوءاً بعد سقوط النظام السابق، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد العنف الطائفي وعمليات التهجير داخل البلاد وهجرة آخرين»، لافتة الى ان الصراع الطائفي تسبب في «حالات طلاق بين الأزواج من المذهبين». وفي السياق هذا، قالت الباحثة الاجتماعية سهى الشماع ان «الشباب كانوا لا يسألون عن مذهب المرأة عموماً قبل الاحتلال، لكن هذه الحالة الآن موجودة بكثرة، فلا بد من معرفة مذهب المرأة».