طالبت أسرة سيدة سعودية فارقت الحياة أخيراً، بفتح تحقيق ومحاسبة «المقصرين» في أحد المستشفيات الحكومية في المنطقة الشرقية، الذين اتهموهم بالتسبب في وفاتها، لعدم تحويلها إلى مركز طبي متخصص في علاج القلب، على رغم حاجتها الماسة لذلك. وعانت السيدة (37 عاماً) من ضيق في التنفس وإعياء وحساسية في الصدر، بحسب التشخيص الطبي، وراجعت البرج الطبي في الدمام، إلا أن الأطباء المعالجين في قسم الطوارئ صنفوا حالها «غير طارئة» بحسب ذويها. ولم يحيلوها إلى مركز «سعود البابطين لطب وجراحة القلب»، على رغم ما تعانيه. وحدد الأطباء لها موعداً للمراجعة في اليوم الآتي، للكشف على الجهاز الطبي المزروع في قلب المريضة. وقال ذوو الفتاة ل «الحياة»: «إن المتوفاة تعاني من مرض القلب منذ عامين، ولديها ملف طبي في مركز «البابطين لطب وجراحة القلب»، وهم على علم بحالها. وأصيبت الخميس الماضي بحساسية في الصدر، ونقلناها إلى البرج الطبي لإحساسها بالتعب والإعياء ثم عادت إلى منزلها، ونقلت إلى البرج في اليوم الآتي وأجريت لها تحاليل، والعصر عادت مرة أخرى إلى البرج وكانت متعبة جداً، ولم يتم تحويلها إلى مركز سعود البابطين، وتوفيت وهي في طريق عودتها إلى منزلها». فيما أوضحت إدارة مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب ل «الحياة»، أن «المريضة كانت تعاني الخميس الماضي من صداع في رأسها، وراجعت قسم الطوارئ في البرج الطبي ولم تحول إلى المركز، وعادت في صبيحة اليوم الثاني (الجمعة) إلى البرج، وأجريت لها تحاليل طبية وتبين أنها بصحة جيدة، ولم يتم إبلاغنا عن ذلك. وعادت مرة ثالثة للبرج عصر الجمعة أيضاً، وكانت في حال «حرجة جداً» ولكنها لم تنوم أو تحول إلينا، وعادت إلى منزلها وتوفيت هناك». وخضعت المريضة لعملية في القلب قبل عامين في أحد المستشفيات، وبدأت في مراجعة مركز البابطين مطلع رجب الماضي لمتابعة العلاج. فيما كان لديها موعد آخر للمراجعة في 22 شوال المقبل. وقال أحد أقارب المتوفاة: «إن الإهمال حدث من البرج الطبي، إذ لم يستدع طاقماً طبياً لعلاجها على وجه السرعة، أو تحويلها إلى مركز البابطين للكشف عن الجهاز المركب في قلب المتوفاة، والذي لم يتوقف بصورة مفاجئة وإنما تدريجياً، وكان يمكن تلافي ذلك لولا الإهمال من جانب الأطباء». وأضاف: «لاحظنا أنها تتنفس بصعوبة، وكانت تقول إنها بحاجة إلى علاج سريع، لأنها تشعر بالموت من شدة الإعياء». وطالبت عائلة المتوفاة ب «فتح ملف تحقيق في الحادثة ومحاسبة المقصرين في عدم تحويل المريضة إلى المركز المتخصص لعلاج القلب»، مؤكدين أن السبب «غياب الأطباء في نهاية الأسبوع، وأجري التشخيص من ممرضين وطبيب عام، ولم يتم استدعاء أي طاقم طبي على رغم حرج الحالة. فيما لم يتم التواصل مع مركز البابطين، الذي أكد لنا أنه على استعداد تام لتوفير طاقم طبي إسعافي للحالات الحرجة، حتى لو في منتصف الليل». بدورها، حاولت «الحياة» التواصل مع المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، للحصول على توضيح من المتحدث باسمها خالد العصيمي، عن اتهام ذوي المتوفاة للبرج الطبي بالتقصير، وعلى رغم أنها تلقت شرحاً عن الحادثة إلا أنه طلب «مهلة مفتوحة» لجمع المعلومات عن الحادثة.