- أصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، قراراً بمنع طبيب يعمل في مستشفى «خاص» في الدمام، من السفر، لحين الانتهاء من التحقيق في وفاة مريضة، بسبب خطأ طبي ارتكبه أثناء قيامه بجراحة في بطنها، مؤكدة أن التحقيقات تستغرق نحو أسبوعين. وقال المتحدث باسم «صحة الشرقية» خالد العصيمي: «إن إدارة المتابعة الفنية في المديرية، شكلت لجنة طبية متخصصة لدراسة ملف المتوفاة هيا الشمري. وتضم اللجنة عدداً من الاستشاريين في تخصصات ذات علاقة بحالتها»، لافتاً إلى أن دراسة الملف والخروج بالنتائج «تتطلب وقتاً». وتسبب الطبيب، الذي يعمل في مستشفى خاص في خطأ طبي، أدى إلى وفاة المواطنة هيا الشمرى (45 سنة). وقامت الشؤون الصحية في الشرقية، بفتح ملف التحقيق مع الطاقم الطبي الذي أجرى الجراحة، بعد شكوى من ذويها على الأطباء، متهمينهم بالتسبب في وفاتها، إثر «خطأ طبي». وشكلت لجنة لتقصي الحقائق بدأت أعمالها، وأصدرت خطاباً تدين المستشفى بالتسبب في وفاة المواطنة، بالخطأ الطبي الذي تعرضت له. وأوضح والد المتوفاة، أن ثلاث مستشفيات في المنطقة عجزت عن علاج ابنته بعد الخطأ الطبي إلى أن خطفها الموت. وقال: «دخلت غرفة العمليات في أحد المستشفيات الخاصة في الدمام. وهي تعاني من «فتق» في السرة، وخرجت من المستشفي بعد إجراء الجراحة، التي لا تُصنف ضمن العمليات الخطرة. وأبلغنا الطبيب المشرف على العملية أن نسبة النجاح مئة في المئة. ولا تشكل أي خطر على حياة المريضة. ولكن بعد فترة بسيطة، تبين أن الطبيب الذي أجرى العملية، قام بخياطة الأمعاء الدقيقة مع السرة، ما أدخلها في غيبوبة لمدة شهر. نقلت بعدها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام». وأضاف الأب وفقا لصحيفة الحياة «نقل لنا الأطباء أن الخطأ الطبي تسبب لها في ثقوب أخذت تتسرب منها سوائل الأمعاء، لتترسب حول أعضاء البطن طيلة ثلاثة أشهر، مسببة لها التهابات شديدة والتصاقاً لكامل الأمعاء في جدار البطن، وتعرضها لتوقف كامل أو جزئي في الدورة الدموية، وثقب مفتوح داخل الأمعاء. وبدأت الأعراض تظهر عليها في صورة قيء أخضر اللون، مع ارتفاع في الحرارة، وإعياء شديد». وأشار إلى أنه أجريت لها «جراحة لم تنجح في مستشفى الدمام المركزي، نتيجة الالتهابات الشديدة التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، إذ مكثت في المستشفى 5 أيام، لتنقل بعدها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وأجريت لها 3 عمليات. وبقيت في العناية المركزة لمدة أسبوعين. وبعد أن ساءت حالتها قام المستشفى بإجراء 4 جراحات أخرى. وبقيت لها جراحة واحدة، وهي إعادة المصران لموضعه، إذ لم يتمكن الطبيب من إجرائها لشدة الالتهابات التي كانت تعاني منها». وذكر أن الجراح كتب لها «الخروج من المستشفى يوم العيد، على أن تراجعه بعد ذلك لتكملة العلاج ولكن كان الموت أسرع من الموعد». وأكد والد المتوفاة أنهم تقدموا إلى مديرية الشؤون الصحية «بشكوى ضد الطبيب، وأصدرت الشؤون الصحية أمراً بالتحفظ على جوازه، ومنعه من السفر»، مؤكداً أن لديه تقريرين طبيين من اللجنة الطبية الشرعية في مستشفى الدمام المركزي، والآخر من مستشفى الملك فهد التخصصي، يؤكدان الخطأ الطبي الذي تعرضت له ابنته. وأوضح فهد الشمري (ابن المتوفاة) أنه «أصبح من المألوف أن نسمع أو نقرأ عن أخطاء طبية، حتى شاء الله أن تتعرض والدتي لأحد هذه الأخطاء القاتلة». وقال: «أصيبت بحالة مرضية بسيطة، ولكن الخطأ الطبي والإهمال تسببا لها بمعاناة كبيرة جداً قبل أن تفارق الحياة». مضيفاً «الله وحده يعلم حجم المعاناة التي كانت فيها، وأكثر من 7 جراحات في فترة بسيطة تحملها جسدها الضعيف». وقال خالد سهل الشمري (أخو المتوفاة) : «تزايدت حوادث الأخطاء الطبية في المستشفيات العامة والخاصة على حد سواء، ويدفع ثمنها الأبرياء من أرواحهم وصحتهم، ولو نقدر قيمة النفس البشرية لوضعنا لها إجراءات رادعة ضد هؤلاء المستهترين بحياة البشر». وقال: «نطالب بوضع آلية للحد من الأخطاء الطبية ومحاسبة المقصرين وملاحقتهم قضائياً ومراجعة الإجراءات المتعلقة بالفصل في قضايا الأخطاء الطبية ومعايير التعويض».