غيَّب الموت الكاتبة والناشطة السياسية المصرية فتحية العسال عن عمر ناهز 79 سنة، وشيعت جنازتها ظهر أمس. وصدرت للكاتبة الراحلة التي اشتهرت بنضالها انتصاراً لقضايا المرأة وتسبب ذلك في سجنها غير مرة، خمس روايات، منها «نساء بلا أقنعة»، «سجن النسا»، «ليلة الحنة»، وتحول بعض أعمالها إلى عروض مسرحية ناجحة ومنها «المرجيحة» و»من غير كلام». وكتبت العسال 57 مسلسلاً تلفزيونياً من أبرزها «رمانة الميزان»، «شمس منتصف الليل»، «حبال من حرير»، «بدر البدور»، «هي والمستحيل»، «حتى لا يختنق الحب»، ونشرت مذكراتها الجريئة في عنوان «حضن العمر»، وحازت جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004. وكانت العسال من أبرز المشاركين في اعتصام المثقفين المصريين قبل نحو عام احتجاجاً على تعيين وزير ثقافة محسوب على «الإخوان المسلمين»، وهي عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين ورئيسة جمعية الكاتبات المصريات والأمينة العامة ل»اتحاد النساء التقدمي»، وسبق أن خاضت تجربة الانتخابات النيابية غير مرة، من دون أن يحالفها الحظ. وبحسب سيرة العسال فإن والدها حرمها من التعليم وجاء زواجها وهي في الرابعة عشرة من عمرها من الكاتب الراحل عبدالله الطوخي نقطة تحول في حياتها، إذ إنها نجحت في أن تعلم نفسها القراءة والكتابة، لتخوض تجربتها الأدبية الممتدة منذ أواخر خمسينات القرن الماضي. وبحسب تلك السيرة أيضاً فإنها تأثرت بالكثير من الأحداث في نشأتها، كختانها ورؤيتها خيانة أبيها لأمها وحرمانها من التعليم، وربما دفعها ذلك إلى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة، وتم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها. حصل مسلسلها «لحظة صدق» على جائزة أفضل مسلسل للعام 1975، وتم تكريمها في مهرجان المخرجة المسرحية عام 2009. وعن تجربة زواجها تقول العسال في مذكراتها إن زوجها كان مثقفاً وواعياً وجريئاً مثلها، ودخلا السجن معاً إلا أنها طلبت الطلاق حين شعرت أنه «يحاول أن يتملكها ويستحوذ عليها»، ولكن ما حدث بعد ذلك -كما تقول العسال- كان أشبه بفيلم سينمائي مصري، إذ إنهما التقيا بعد ثلاث سنوات مصادفة، وخلال ساعتين من الحديث اكتشفا أن الحب لا يزال يجمع بينهما، وتزوجا مرّة ثانية في مساء اليوم نفسه. وتعتبر فتحية العسال أول أديبة عربية يتم عرض عمل أدبي لها على خشبة المسرح وهي مسرحية «المرجيحة»، وقدمت للمسرح بعدها تسع مسرحيات ناجحة، مثل «لام ألف همزة لا»، و»البين بين»، و»بلا أقنعة»، التي تم اعتقالها بسببها لأنها تتحدث عن رفضها اتفاقية كامب ديفيد، ومسرحية «سجن النساء» التي كتبتها بين جدران السجن. يذكر أن للعسال ابنتين إحداهما الممثلة صفاء الطوخي.