علمت «الحياة» أن السلطات المصرية أبلغت حركة «حماس» بأن الجانب الإسرائيلي غير معني بالتصعيد العسكري في قطاع غزة بل استهدف فقط مواقع منفذي هجوم إيلات، وأنه سيوقف هجماته على القطاع، على ألا يتم إطلاق صواريخ من غزة، محذراً من أنه سيكون هناك رد فعل فوري على أي صاروخ يُطلق على أي من البلدات الإسرائيلية. في السياق ذاته، قال مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» إن القاهرة أجرت اتصالات وبذلت مساعي مكثفة مع الجانب الإسرائيلي على مدار الساعة من أجل احتواء الموقف المتوتر على المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي وللحيلولة دون شن عمليه إسرائيلية موسعة ضد القطاع. وأوضح أن المساعي أفلحت في وضع حد للموقف المتوتر نتيجة عملية ايلات (أم الرشراش) واحتواء الأزمة، لافتاً إلى أن القاهرة أبلغت الجانب الفلسطيني بذلك. وعما إذا كان في نية إسرائيل احتلال الشريط الحدودي بينها وبين مصر وصولاً إلى محور فيلادلفي لمنع هجمات مستقبلية ضدها، أجاب: «الإسرائيليون يدركون تماماً أن هذه الخطوة ليست في صالحهم (احتلال محور فيلادلفي)، بل ويعلمون أن مثل هذه الخطوة ستخلق لهم مشاكل أمنية جمة»، لكنه لم يستبعد أن تعزز إسرائيل من قواتها الدفاعية على الحدود بينها وبين مصر حرصاً منها على أمنها. في الوقت نفسه، أبدى مصدر مصري رفيع استياءه من التجاوزات غير المبررة وغير المفهومة من جانب إسرائيل، والتي نتج منها مقتل أربعة عسكريين وضابط وثلاثة مصابين عند النقطة 79 الحدودية بين مصر وإسرائيل، وقال: «الاجتماع الوزاري الذي عقد بحضور رئيس الحكومة عصام شرف بحث تداعيات هذا الأمر الذي ما زال بعض أبعاده غير واضحا». وكشف ل «الحياة» عن اجتماع عسكري إسرائيلي - مصري أمس في سيناء لبحث الأزمة. وكان الجيش المصري اعلن أن مصر تقدمت باحتجاج رسمي لإسرائيل امس بعد مقتل عدد من أفراد الأمن المصري قرب الحدود، وقال مسؤول عسكري: «تقدمت مصر باحتجاج رسمي لإسرائيل على خلفية الأحداث التي وقعت على الحدود، وطالبت بإجراء تحقيق عاجل في الأسباب والملابسات المحيطة بمقتلهم». يذكر أن مصر أعادت فتح معبر رفح أمام المسافرين بعد أن أغلقته على خلفية الأحداث التي وقعت في سيناء أول من أمس.