هذا ما سمعناه من الموظف الذي أعلن بكل بساطة إلغاء الرحلة المقررة من المدينةالمنورة إلى جدة بتاريخ 17/6/2009 اذ بدأ حديثه بالكلمات الآتية: «الخطوط السعودية تأسف لإلغاء رحلتها رقم 1449 والتي كانت متجهة من المدينة إلى جدة، واستبدال رحلة أخرى بها برقم 2023 وموعد الإقلاع الجديد هو الساعة 4:40. كان من الممكن تقبل هذا الإعلان الضبابي برحابة صدر لو أنه جاء في موعد مناسب وليس بعد الموعد المحدد للإقلاع ب 55 دقيقة. وكان من المتوقع في هذه الحالة أن يكون موظفو الخطوط جاهزين لاستبدال البوردنغ القديم برقم الرحلة الجديد، وأن تكون لديهم إجابات على بعض الأسئلة المتوقعة عن سبب الإلغاء ومصير الحقائب وغيره. الذي حدث ان المسافرين عليهم الانتظار أكثر من ساعة حتى تطبع البطاقات الجديدة للرحلة الجديدة عوضاً عن الرحلة التي تم إلغاؤها من دون أسباب. تجمع بعض المسافرين والمسافرات عند احد المسؤولين والذي أعترف بأنه كان صبوراً ولبقاً، ووعدنا بحل الموضوع في اقرب فرصة حتى نتمكن من الاستفادة بالساعات المتبقية على موعد الرحلة الجديد. سأترككم مع بعض الفلاشات الجميلة. بعض الموظفين شددوا على المسافرين بضرورة استبدال البوردنغ الجديد بالقديم، والبعض قال (للبعض) توكل على الله وأرجع الساعة الرابعة إلا ربع وأنا أطلعك! الذين تسلموا البوردنغ الجديد حصلوا عليه الساعة الثانية والربع، الغريب أنني كنت من أوائل المسافرات المرابطات عند الكاونتر، وفوجئت بالموظف يخبرني بأنه مجبر على تغيير درجتي من الأولى إلى السياحية، وعندما اعترضت على ذلك، وطالبته بالأسباب سحب كلمته! احدى السيدات المقعدات المسافرات مع زوجها بقيت على مقعدها نحو ربع ساعة عند باب تفتيش النساء، فلا خرجت احداهن لألتقاطها، ولا تمكن العامل من إدخالها. ولم يحل موقفها إلا تطوع مرافقتي بدفعها إلى داخل غرفة التفتيش وإخراجها منها، وتسليمها للعامل المنتظر منذ ربع ساعة خارج الغرفة! إحدى السيدات الهنديات ظلت واقفة عند موظف البوابة تسأله عن شيء وهو يشير إليها إلى دورة المياه وكعادتي حاولت التدخل، واكتشفت أن السيدة كانت تسأل الموظف عن طريقة الحصول على البوردنغ الجديد وعن حقائبها، لأنها كان من المقرر لها السفر إلى دبي عن طريق جدة وكان هو يشير إليها بدورات المياه! لم أجد لوحة توضيحية باللغة الانكليزية في المطار توضح لغير الناطقين باللغة العربية وتساعدهم على معرفة أي حاجة في أي حتة! بعيداً عن الرحلة المتعبة والإلغاء غير المفهوم والسياسات غير الموحدة كالتي ذكرتها في المقال وقريباً من الخطوط السعودية ومن الحجز عن طريق الهاتف والذي يجعلك تنتظر لساعات عدة، تعيد المحاولة تلو المحاولة مستمتعاً بجملة موحدة ان جميع الموظفين مشغولون مع عملاء آخرين وبعد أن يخبرك بأن المكالمات مسجلة تفاجأ بعد الانتظار الممل بأن عليك الذهاب إلى موقع الخطوط السعودية على الانترنت بعد أن تستحضر عبارة جميلة من مقال رائع كتبه الكاتب المبدع صالح الطريقي من جريدة عكاظ عن سوء خدمات الحجز والانتظار الممل: «سيدي العميل شكلك فاضي»! عودة إلى الحجز عن طريق الموقع والذي لا يختلف كثيراً عن الحجز الهاتفي والذي يفاجئك بعد ان تتم كل اجراءاتك بأن الخدمة والمعلومات المفترض أن تحصل عليها غير كاملة، فمثلاً يعطيك سعر ومعلومات تذكرة العودة ويغفل عن معلومات رحلة الذهاب مع وجود ملاحظة طريفة هي «نأسف لعدم التمكن من تسعير خط السير المختار، الرجاء الاتصال بأقرب مكتب للسعودية والاستعلام وشكراً»! فإذا كنا في كل الحالات سنذهب لأقرب مكتب للخطوط السعودية فما فائدة الموقع؟! الخطوط السعودية تأسف لإلغاء الرحلة بعد ساعة واكثر من موعد المغادرة الأصلي، ونحن نأسف لأننا معرضون لكل شيء بدءاً من الحجز الآلي إلى الموقع إلى ال down grade غير المسبب والذي قد تفاجأ به من دون سابق إنذار! [email protected]