طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت طهران أمس، أن اقتراح موسكو انتهاج سياسة «الخطوة خطوة» لتسوية الملف النووي الايراني، يمكن أن يشكّل «استراتيجية جيدة وأساساً لبدء مفاوضات» مع الدول الست المعنية بالملف، مشيرة الى «مرحلة جديدة في العلاقات» مع موسكو. في الوقت ذاته شددت روسيا على «أهمية إيجاد حلول وسط»، داعية إيران والدول الست إلى إسقاط «المطالب المبالغ فيها». وفي تموز (يوليو) الماضي، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الرئيس الأميركي باراك أوباما نهج «الخطوة خطوة» لتسوية الملف النووي الإيراني، وينصّ على تنازلات محدودة يقدمها المجتمع الدولي لطهران، في إطار خفض العقوبات المفروضة عليها، في مقابل كل خطوة تتخذها في اتجاه الاستجابة لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتوضيح قضايا عالقة وتبديد المخاوف من احتمال وجود طابع عسكري للبرنامج النووي الإيراني. وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، بعد لقائه نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران ان «إجراء محادثات من أجل التعاون، يمكن أن يشكل استراتيجية جيدة، من خلالها يمكننا والدول الست وضع أسس للتعاون». ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن جليلي قوله ان زيارة باتروشيف لطهران ومحادثات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في موسكو التي توجّه إليها أمس، «ستفتح مرحلة جديدة في علاقات البلدين»، مضيفاً: «ناقشنا آفاق التعاون في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، بما في ذلك بناء محطات نووية (اضافة الى مفاعل بوشهر) وتبادل الخبرات العلمية». واعتبر أن «بوشهر» يشكّل «رمزاً للتعاون بينهما». أما باتروشيف فأعلن انه أجرى «مفاوضات ناجحة» مع جليلي مضيفاً: «تحدثنا عن التعاون المتعدد الطرف، خصوصاً الملف النووي الإيراني وضرورة التفاعل مع الدول الست والوكالة الذرية». وأشار الى ان طهران ترحب باقتراح موسكو لتسوية ملفها. وأوضح، ان محادثاته تناولت «تطورات الشرق الأوسط وغرب أفريقيا»، مشدداً على أن «روسياوإيران تعتقدان بوجوب تسوية كل المشاكل في دول المنطقة من خلال المفاوضات». ولفت الى انه التقى الرئيس محمود أحمدي نجاد ل «اطلاعه على خططنا في هذا المجال ومعرفة تقويمه لها»، معلناً أن الأخير سيلتقي نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في 15 كانون الثاني (يناير) المقبل. في موسكو، أعلن الناطق باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أن بلاده «مقتنعة بعدم وجود بديل للحلّ السياسي - الديبلوماسي» للملف النووي الإيراني، مشدداً على «أهمية إيجاد حلول وسط، على أساس تنفيذ خطوات متبادلة على مراحل». أما سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي فدعا إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) الى «التخلي عن مطالبها المفرطة إزاء بعضها بعضاً، إذ أن الغرب ينتظر من إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم، فيما هي تريد رفع كلّ العقوبات والاعتراف بحقها في التخصيب». ورحبت واشنطن بحذر بجهود موسكو، مشددة على تمسكها بخياري الحوار والعقوبات. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «نرحب بأي جهد روسي لإقناع إيران بأن الوقت حان لتغيير مسارها والوفاء بالتزاماتها الدولية». لكنها رأت أن طهران «لم تغيّر سلوكها» ولم تتخذ إي إجراء يبرّر تخفيف العقوبات المفروضة عليها.