دمشق، عمان، جنيف - «الحياة»، أ ب، أ ف ب، رويترز - اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن تشديد العقوبات والضغط الدولي «الذي يتنامي» على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أجدى من «الجداول الزمنية العشوائية» أو دعوات التنحي الانفرادية من واشنطن والتي لن يكون لها، بحسب الوزيرة، كبير تأثير من دون «تنسيق دولي وإقليمي في هذا المجال». وأكدت كلينتون في ندوة أمام «جامعة الدفاع الوطني» أمس أن تصرفات النظام السوري «وقصفه لشعبه» ساهمت «في رص صفوف المجتمع الدولي ضد النظام»، ولوحت بخطوات دولية أكبر تشمل عقوبات وإجراءات للضغط على الحكومة السورية. وسئلت كلينتون عن إمكان دعوة واشنطن الأسد إلى التنحي، فاجابت: «أنا لست من المعجبين بالجداول الزمنية العشوائية وفي الحالات الصعبة»، معتبرة أن دعوة انفرادية من واشنطن للأسد كي يتنحى «لن تحمل جديداً». ورأت أن هذه الدعوة «ستكون أكثر وقعاً إذا جاءت من تركيا» صاحبة «التأثير الكبير» في سورية، أو من جهات إقليمية خليجية. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس أنه «حان الوقت ليتحرك الرئيس الأسد» استجابة للدعوات إلى وقف العنف، مضيفاً «انه يفقد بسرعة آخر ما تبقى من شرعيته، عليه وقف العنف فوراً». في هذا الوقت، نفت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن تكون لدى أنقرة خطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع سورية، وذلك تعليقاً على تقرير بثته قناة «سي. أن. أن» التركية التلفزيونية. وفي نيويورك، يتناول مجلس الأمن، في جلسته المقررة غدا، الأزمة السورية من بابين جديدين هما الوضع الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان، في وقت تمهد الدول الغربية الى طرح مشروع قرار في شأن الوضع في سورية بعد الجلسة. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية إن «جلسة الخميس هي تمهيدية لطرح مشروع قرار رغم أنه من المبكر الحديث عن عناصر هذا القرار وتفاصيله». ويستمع المجلس الى المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيليه والى وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس. كما سيقدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو إحاطة تعكس تقويم الأمانة العامة لمجمل الوضع في سورية. وشددت على أهمية استماع المجلس الى كل من آموس وبيليه، ما يعد إنجازاً كانت دول مجموعة «أيبسا» (الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) «عارضته في البداية». ولاحظت ان حجم الوقائع وصدقية المعلومات التي سيطرحها أمام المجلس آموس وبيليه «ستكشل اختراقاً كبيراً لتكثيف الضغوط على النظام السوري». وأضافت أن الدول الغربية تتعامل مع الوضع السوري على أنه «يهدد الأمن والسلم الدوليين»، ما يتطلب تدخلاً من المجلس «ولهذا فإننا نعمل على التمهيد لقرار عن مجلس الأمن في شأن سورية». ومن المتوقع أن يلقي كل من آموس وبيليه وتارانكو إحاطات علنية ومفتوحة للأعلام على أن تغلق الجلسة بعد ذلك للتداول بين أعضاء المجلس. وفي جنيف، قال ديبلوماسيون غربيون إن «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة سيعقد اجتماعاً طارئاً الاثنين المقبل، على الأرجح، لمناقشة تصعيد القمع في سورية. وأضاف هؤلاء انه جرى جمع تواقيع كافية من أعضاء المجلس الذي يضم 47 دولة، بينها توقيع دولة عربية واحدة على الأقل. ميدانياً، وغداة خروج تظاهرات بعد صلاة التراويح مساء أول من أمس في غالبية المدن السورية، خصوصاً دمشق وريفها وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية وإدلب ودرعا وحمص، واصلت الدبابات قصف أحياء سكنية في مدينة اللاذقية أمس، في اليوم الرابع لهجوم عسكري واسع على المدينة الساحلية الشمالية أسقط أكثر من 44 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان: «سمعت أصوات رشاشات ثقيلة وإطلاق رصاص كثيف في أحياء الرمل الجنوبي ومسبح الشعب وعين التمرة». ولفت شاهد إلى أن «النظام يهاجم الأحياء السنية من المدينة مثل الصليبة والرمل والسكنتوري وبستان السمكة. وتم تسليح سكان إحدى الضواحي العلوية من المدينة». وأضاف أن «قوات الأمن فتحت النار على حشد كان يشارك في تشييع... أطلقوا النار في الهواء ثم على أرجل المشاركين في التشييع واعتقلوا عدداً من الأشخاص». أما في دير الزور، فأكد سكان أن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة إلا أن ناقلات الجند المدرعة ما زالت منتشرة عند التقاطعات الرئيسية، فيما القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية تدهم المنازل وتبحث عن معارضين.