بعد مضي عدد من حلقاتها في شهر رمضان من كل عام، تتشكل الآراء والانتقادات حول الأعمال التلفزيونية سواء على مستوى الدارما أم البرامج المتنوعة، إذ تطلّ ردود الأفعال من خلال القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، أو حتى برامج التواصل التقنية «البلاك بيري والآي فون»، ليعرض كل من المؤيدين والمعارضين لتلك الأعمال أسبابهم. وعادة ما يكون العمل الأكثر جدلاً في كل موسم رمضاني هو مسلسل «طاش ما طاش»، بتلقيه ردود أفعال متباينة وسريعة، على طرحه قضايا المجتمع السعودي مغلّفة بالانتقاد الساخر، بعضها رأت صحة ما طُرح والبعض الآخر رفضها بشكل قاطع، خصوصاً في الحلقة الأولى التي قدّمت نموذجين من الغلو، والحلقة التي تطرّقت إلى قاضٍ غير عادل، تتم تبرئته بحجّة أنه مسحور، وفيما أبدى الداعية الدكتور عايض القرني شيئاً من التقبّل لأسلوب الانتقاد الذي ينتهجه العمل، رفض الداعية الدكتور محمد العريفي ما يتناوله العمل من تصوير بعض رجال الدين، ودعا القائمين على المسلسل إلى التوبة وترك ما هم عليه، وقال: «هؤلاء (فشلونا) عند العالم، ووجدت أن العمل يحتوي على استهزاء وكذب صريحين، وهذا المسلسل محارب للفضيلة وللأخلاق الحسنة، وأدعو إلى عدم متابعته، بل وحذف القناة التي تبثه». وللمسلسلات التاريخية نصيب من ردود الفعل سنوياً، ويأتي عمل «الحسن والحسين» الأبرز هذا العام على المستوى التاريخي، إذ وجد معارضوه أنه يسهم في إشعال فتنة طائفية، في الوقت الذي لا تحتاج فيه المجتمعات الإسلامية إلى مثل ذلك، فيما أبدى آخرون قبولاً له، من منطلق أنه لم يعرض إلا بعد أن وجد التدقيق والتصحيح على مستوى النص، وبالتالي لا مشكلة من طرح ما ليس مخالفاً، كما ظهرت هذا العام جرأة واضحة على مستوى الأعمال المحلية، التي تُبث عبر التلفاز الحكومي، فمسلسل «سكتم بكتم» تطرّق وبشكل مباشر لقضية «العنصرية القبلية»، والنظرة الدونية لبعض القبائل، ليجد تشجيعاً على مستوى الفيسبوك والبلاك بيري، على اعتبار أنها مشكلة تعرقل تقدّم المجتمع ووعي وثقافة أفراده. وعن برنامج «خواطر»، تظهر المواقع الإعلامية أنه لا يزال يجيد اللغة النقدية الحادة، فالكثير من الناس لا تعجبه لغة المقارنات بين الشعوب، خصوصاً إذا كانت وكأنها تُظهر أن البيئة المحليّة لا تمتلك أدنى درجات النهضة والتطوّر، فالبرنامج يتطرق إلى بعض المميزات التي يتملكها شعب ويفتقدها شعب آخر، وفي المقابل ينظر البعض إلى أن هذا النوع من الطرح، يشكّل رسالة مهمة يمكنها التأثير والإسهام في الارتقاء ببعض المجتمعات.