خيّم الترقب الحذر على قطاع غزة خلال الساعات ال 48 الماضية إثر إعلان إسرائيل عن خطف ثلاثة مستوطنين قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، في وقت نفت حركة «حماس» أي علاقة لها بخطف المستوطنين. وعبر كثير من أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي عن ارتياحهم لخطف المستوطنين الثلاثة، وأعربوا عن أملهم في أن يبقوا أحياء كي تتم مبادلتهم بالآلاف من أبنائهم الذين يخوض مئات منهم الإضراب المفتوح عن الطعام منذ أكثر من 50 يوماً. ووزع عدد من أهالي الأسرى أمس الحلوى ابتهاجاً وفرحاً بخطفهم، وقال إن خطف الجنود والمستوطنين كان مطلبهم الأساس لتحرير أبنائهم من السجون. كما عبر الأسرى في السجون الإسرائيلية عن فرحتهم، وقالت القناة الإسرائيلية الثانية إن مئات الأسرى في السجون الإسرائيلية أقاموا حفلات صغيرة في زنازينهم ابتهاجاً بسماعهم خبر اختفاء المستوطنين الثلاثة. ونفد الوقود من معظم المحطات في القطاع بعدما هرع «الغزيون» لملء خزانات سياراتهم وغالونات لتشغيل مولدات التيار الكهربائي، فضلاً عن تخزين كثير من المواد الغذائية تحسباً لنفادها، خصوصاً بعدما أعلنت إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد. وأعرب كثير من «الغزيين» عن خشيته من أن تشن إسرائيل عمليات عسكرية عدوانية أو حرب جديدة على القطاع، خصوصاً أنها طلبت من مصر، بحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، الطلب من حركة «حماس» المساعدة في البحث عن المخطوفين الثلاثة. ونفت «حماس» أي علاقة لها بخطف المستوطنين الثلاثة، فيما صمت بعض الفصائل الأخرى، وباركت العملية فصائل أخرى. وقالت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إن «الاحتلال لن يهنأ بالأمن في الضفة ما بقي مقاوم فيها»، مضيفة أن «الاحتلال سيكتوي بنار جرائمه تجاه الأسرى والأقصى». وقال الناطق باسم الكتائب «أبو عبيدة» إنه «طالما بقي فلسطيني مقاوم في الضفة، فلن يهنأ الاحتلال بالأمن». واعتبرت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» إن «عملية الخليل الجريئة رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان والحصار وتهويد القدس، وانتصاراً للأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لأكثر من 50 يوماً رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري». واعتبرت في بيان أن «العملية تؤكد ضعف الاحتلال وتخبطه على رغم امتلاكه أعتى أسلحة القتل والتدمير». ودعت إلى استمرار خيار المقاومة بكل الوسائل الممكنة ضد الاحتلال، وشددت على أنه «لن يهنأ لنا بال حتى يتحرر أسرانا ومعتقلونا من سجون الاحتلال وينسحب الاحتلال من أراضينا الفلسطينيةالمحتلة كافة». من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر أن عملية الخليل تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال في حق شعبنا، والأسرى في سجون الاحتلال. وقال في تصريح إن «على الاحتلال ألا يتوقع، في ظل ما يقوم به من ممارسات وتطهير عرقي في القدس وتهويد واستيطان وتنكيل بالأسرى، أن يقف شعبنا صامتاً ومكتوف الأيدي». وشدد على أن من حق المقاومة أن تواصل النضال بكل الأشكال من أجل إجبار الاحتلال على الإذعان لشروط المقاومة. تحليق مكثف للطائرات في هذه الأثناء، قالت مصادر فلسطينية إن المناطق الشرقية للقطاع شهدت منذ أول من أمس تحركات مكثفة للآليات العسكرية الإسرائيلية، وتحليق مكثف من طائرات الاستطلاع من دون طيار التي يسميها الفلسطينيون «الزنانة». وجاء تكثيف التحركات وتحليق الطائرات تحسباً لنقل المخطوفين الثلاثة إلى القطاع، كما ألمح بعض وسائل الإعلام والمصادر الإسرائيلية. ميدانياً، قصفت طائرات حربية إسرائيلية بثلاثة صواريخ على الأقل موقعاً ل «كتائب القسام» في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة في الموقع من دون وقوع مصابين. كما أطلقت طائرة حربية صاروخاً واحداً على أرض خالية في الحي السعودي للإسكان غرب مدينة رفح جنوب القطاع، من دون وقوع مصابين في صفوف المواطنين.