مجموعة كبيرة من المواطنين يتجمهرون في طرف أحد الشوارع الرئيسة، يقف أحدهم بسيارته بجوارك، ويوجه سؤالاً، «خير وش السالفة» طبعاً لا توجد هناك سالفة ولا هم يحزنون، الأمر مجرد حادث سيارة، تخبره بذلك فيعيد السؤال هل «هناك اصابات»، بطبيعة الحال انت لا تعلم بدقه فتجيبه «يبدو ذلك»، هنا تجده ترجل من سيارته واتجه يشق الجموع مهرولاً، في داخلك تشعر ان أحد اطراف الحادث قريب له، لكن سرعان ما تكتشف انه من «المطافيق». والمطافيق لغة هم الاشخاص الذين يحشرون انفسهم في ما لا يعنيهم، فتجد ثنائياً يتحاور حول الطاقة النووية، فيقطع الحوار بالحديث عن الطاقة الكهربائية، او مجموعة تتناقش عن الربيع العربي فتجده يتحدث عن الأجواء الرائعة في اوروبا وكيف ان شوارعهم لا تتجمع فيها المياه بعد سقوط الامطار الغزيرة «مهوب امطارنا» هكذا يقول. ثم قد تبدي رأيك في الاسهم فتراه يحدثك عن مسدس «ابو محالة». من صفاتهم ضحالة الفكر، وسطحية الطرح، وتشبثهم بآرائهم ولو كانوا على باطل، بخلاف ضعف حجتهم وادعائهم المعرفة. وابدع في وصفهم احد شعراء عنزة ويدعى حمود بن مالك بن هذيل عندما قال: ابعد طريقي عن طريق المطافيق اللي ابليس من الأوادم عشقها اهل النمايم فاسدين الطواريق خلايقٍ ما خافة اللي خلقها ناسٍ تكن الحقد وسط المعاليق تظهر محاسنها وتخفي بهقها تزرع بذور الكره وسط الزماليق على خراب الناس تحمل فشقها وهنا أبدى شهريار ضيقه، وقال: هل تقصدين بالمطافيق الصعاليك الذين ينتشرون لدينا في الأزقة يا شهرزاد، فقالت لا يا مولاي الصعاليك خرج منهم شعراء ولهم دواوينهم، لكن هؤلاء اقل درجة منهم، فهم وان أخذوا منهم صيحات الفقر والثورات المزعومة، الا انهم لا يفهمون ولا يريدون ان يفهموا، ويدعون أنهم يفهمون. صمت شهريار قليلاً، وقال: وكيف تتعاملون معهم يا شهرزاد؟ فقالت نسفههم يامولاي. وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح.