لا يجد خمسة آلاف شخص، يسكنون في هجرة النقيرة (محافظة النعيرية) والهجر القريبة منها، في المركز الصحي الموجود في هجرتهم، سوى ممرض، يقدم خدماته الطبية والصيدلية للجميع، من الرجال والنساء والأطفال، وحتى في الأمراض «الخطرة» و»الدقيقة» و»المزمنة». فالكادر العامل في المركز، الذي تأسس قبل ست سنوات، لا يحوي سوى هذا الممرض. ويواجه الأهالي «صعوبات بالغة» في الحصول على الخدمات العلاجية والصحية. إذ يبعد عنهم أقرب مستشفى نحو 60 كيلو متراً. ودعا أهالي النقيرة، وزارة الصحة، إلى دعم المركز الصحي بكادر طبي، وذلك لما يعانونه من ظروف صعبة، بسبب «الأمراض التي كثرت في الآونة الأخيرة، التي تزداد يوماً بعد آخر، ولا تعرف الصغير من الكبير». ويجد الأهالي صعوبة في نقل أطفالهم وكبار السن للعلاج، سواءً الذين يعانون من مرض السكري، أو الضغط، أو غيرهما من الأمراض التي تصيب الأطفال، مثل نزلات البرد والحرارة، وبخاصة في ظل تقلبات الأجواء. ويقول هلال التويمي: «نعاني أشد المعاناة، بسبب عدم وجود كادر طبي في المركز، ما يجعلنا نقطع أكثر من 60 كيلو متراً، عندما يصاب طفل أو كبير في السن، بمرض بسيط. وحتى مرضى السكري والضغط، لا يجدون من يقوم بمتابعتهم عن قرب». ويذكر هادي العازمي، أن «العيادة الموجودة في الهجرة، لا تضم كادراً طبياًَ، سوى ممرض يقوم بالكشف على المراجعين، ويشخص الحالة، بناءً على كلام المراجع، ومن دون إجراء فحص طبي، أو تحليل، ولا يصرف الأدوية إلا بطلب المريض، الذي يحدد ما يريده من الأدوية»، مضيفاً أن «الممرض يقوم بالكشف على النساء، ويحقنهن من دون وجود ممرضة. كما يضرب إبر الأنسولين لمرضى السكري، سواءً من النساء أو الرجال». ويشير سعود سالم، إلى أن الهجرة «تتبع لها هجرتان أخريان، يقدر أعداد ساكنيها بنحو ألفي نسمة، وهم بدو رحل، يأتون إلى هنا في الربيع، إضافة إلى رعاة المواشي»، مضيفاً أن «أحد المواطنين أصيب بجرح عميق في قدمه، وذهب إلى العيادة، وتم تضميد جرحه، وصرفت له أدوية لا تتناسب مع شدة الجرح، ما عرض قدمه إلى التعفن. واستمرت إصابته لأكثر من ثلاثة أشهر، ما جعله يداوم على الذهاب لمستشفى النعيرية طيلة الفترة، كي يضمد قدمه». ويطالب رئيس مركز النقيرة علي العازمي، مسؤولي وزارة الصحة، بدعم المركز الصحي، بكادر طبي، وبناء مركز صحي في الهجرة، مبيناً ان العيادة «تقع في منزل شعبي، تبرع به الأهالي، قبل نحو ست سنوات. وتم تزويده بممرض، وكان فيه طبيب يأتي من مستشفى النعيرية. فيما لا توجد ممرضة أو طبيبة، لمعالجة النساء. والآن لا يوجد سوى الممرض فقط، الذي يقوم بعمل الطبيب والطبيبة والممرضة والصيدلي. إذ يشخص المرض بناءً على ما ينقله له المصاب، ومن ثم يطلب المريض الأدوية التي تناسبه، من دون أن تشخص حالته من جانب طبيب عام أو استشاري». ويضيف العازمي، «خاطبنا الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وأبلغونا أن النقيرة من أولويات المراكز التي سيتم تزويدها بكادر طبي»، مؤكداً «مراعاة ظروف الأهالي، ووجود كبار في السن، لا يستطيعون الذهاب للمستشفيات البعيدة عن الهجرة، فضلاً عن الأطفال والنساء، وبعضهم من دون عائل في أكثر الأيام، إذ انهم يعملون في وظائفهم في أماكن بعيدة عن المركز، ولا يأتون إلا في إجازة نهاية الأسبوع».