استنفرت القوى الأمنية والجيش اللبناني أمس للبحث عن خمسة سجناء تمكنوا من الفرار من سجن رومية المركزي، شرق بيروت، صباح أمس عبر نشر قضبان حديد إحدى نوافذ السجن مستخدمين شراشف ربطت بعضها ببعض للنزول من الطبقة الأولى منه. وبين الفارين محمد عبدالله الناصر عبد الدوسري المتهم بالانتماء الى تنظيم «القاعدة» وهو كويتي وملقب ب «أبو طلحة»، وثلاثة ينتمون الى تنظيم «فتح الإسلام» الذي قاتل الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد. وافاد بيان لقوى الامن الداخلي بان سجينا سادسا اعتقل داخل مبنى السجن بينما كان يحاول الفرار. وقال ان السجناء الفارين تمكنوا من الفرار بعد ان استخدموا اغطية كحبال واختلطوا بالزوار الذين يخصص يوم السبت لهم. ونسبت وكالة «فرانس برس» الى مسؤول امني ان السجناء الخمسة فروا من المبنى «د»، مضيفا «نعتقد بان ثلاثة منهم على الاقل ينتمون الى فتح الاسلام». ونقلت التلفزيونات المحلية صورا يظهر فيها مبنى السجن مطوقا بعناصر من الجيش كما تحلق في اجواء المنطقة مروحيات عسكرية. وشهد سجن رومية عمليات فرار عدة خلال السنوات الماضية، كما حصلت فيه اعمال شغب قام بها السجناء الذين طالبوا بتحسين ظروف اقامتهم. على الصعيد السياسي، كشفت مصادر قيادية في الأكثرية التي تتشكل منها الحكومة، برئاسة نجيب ميقاتي، ان «حزب الله» تدخل لدى حلفائه في «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون من أجل الحؤول دون تفاقم الخلاف داخل الحكومة التي هدد عون بالانسحاب منها على خلفية رفض حلفائه تمرير اقتراح قانون بتخصيص بليون و200 مليون دولار أميركي لإنشاء محطات كهرباء لتوليد 700 ميغاوات من الطاقة. . وأوضحت المصادر ل «الحياة» ان»حزب الله» تدخل لدى فريق عون معاتباً، ومطالباً بالعودة عن التلويح بتقويض الأكثرية والحكومة، وحال وزير الحزب محمد فنيش وحسين الحاج حسن دون انسحاب الوزير جبران باسيل باسيل من الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، بعد اصراره على أن تتبنى الحكومة الاقتراح، فيما طرح عدد من الوزراء وجوب وضع ضوابط في القانون لإنفاق المبلغ المطلوب على الكهرباء، وفق الاصول. وأوضحت مصادر وزارية أنه بعد إبداء وزراء «جبهة النضال الوطني»، بزعامة النتئب وليد جنبلاط، ملاحظات اعتبروها «تقنية» لإضافة توضيحات على الاقتراح قبل تحويله مشروعاً حكومياً، على أن يبحث في الجلسة المقبلة، طالب باسيل بإقراره في جلسة مجلس الوزراء وإلا فإنه سينسحب وحمل الملفات التي بين يديه وهمّ بالخروج من الجلسة إلا أن تدخل وزيري «حزب الله» حال دون ذلك وكذلك رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وأشارت مصادر وزارية الى أن وزير العمل شربل نحاس (التيار الوطني الحر) أبلغ مجلس الوزراء أنه بعد «الخساسة والوطاوة التي شهدناها في المجلس النيابي يجب إقرار المشروع اليوم في مجلس الوزراء» (قاصداً بذلك المعارضة وملاحظات تيار «المستقبل» على اقتراح عون) إلا أن وزير المهجرين علاء ترو قال له: «لا يحق لك أن تقول هذا الكلام». وتبعه وزير الأشغال غازي العريضي الذي قال إنها «ليست المرة الأولى التي يحصل فيها خلاف على مشروع بين قوى متفقة بين بعضها بعضاً، وأن يحصل اتفاق بين قوى مبدئياً مختلفة مع بعضها بعضاً (قاصداً توافق «جبهة النضال» مع المعارضة في إبداء الملاحظات على اقتراح عون) وهذا ليس جديداً في الحياة السياسية وجميعنا نريد معالجة أزمة الكهرباء والخطة في شأنها ليست خطة الوزير باسيل وحده بل الحكومة ككل». ورفض العريضي كلام الوزير نحاس عن المعارضة، قائلاً: «كان عليك أن تواجه المعارضة في البرلمان لا أن تسكتوا هناك وتأتوا الى الحكومة لتحميلها المسؤولية وتشترطوا قبولها بما تريدون». وتدخّل الرئيس سليمان قائلاً للوزير باسيل: «إن كنا أكثرية أم لا، فإن أي مشروع سيكون عرضة للمناقشة والأخذ والرد والتعديل». وذكرت المصادر أن قياديين من «حزب الله» عادوا فالتقوا باسيل الجمعة الماضي وعاتبوه على موقفه نظراً الى أنه يتسبب بشرخ ضمن الأكثرية، في حين أصر عدد من الوزراء على دراسة تفصيلية لمشروع تأهيل الكهرباء وتضمين أي مشروع تفاصيل صرف الأموال بعد موافقة الحكومة مجتمعة.